ذكرت مصلحة البريد الوطنية الصينية، يوم الخميس (9 يوليو)، أن قطاع التوصيل السريع في البلاد تخلص تدريجياً من تأثيرات وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، في النصف الأول من العام الجاري، وانتعش بشكل سريع، حيث بلغ معدل نموه المتوسط بنسبة 22.5 في المائة، واقترب مما كان عليه في العام الماضي.
وجدير بالذكر أن مؤشر الصين للتوصيل السريع وصل إلى 364.2 في شهر يونيو المنصرم، بزيادة 75.1 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
ومنذ بداية العام الجاري، ترك الوباء صدمة محدودة على السوق الاستهلاكية، واتخذت الدولة إجراءات مناسبة بشكل حثيث، سعياً لتحويل الأزمة إلى فرصة، ومع بداية شهر مارس الماضي، وفي ضوء التحسن المستمر لأوضاع مكافحة المرض، طلبت الصين بوضوح دمج استئناف العمل والإنتاج مع توسيع الاحتياجات الداخلية، وإطلاق قوى الاستهلاك الكامنة والمجمدة بسبب الوباء، وخلق أنماط استهلاكية جديدة، ترتقي إلى مستوى أعلى خلال تدابير التغلب على المرض.
ومن خلال بذل جهود مستمرة على مدى عدة أشهر، تسارع انتعاش السوق الاستهلاكية الصينية، وفي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، ارتفعت مبيعات التجزئة للسلع المادية عبر الإنترنت بنسبة 11.5٪ على أساس سنوي، وفي مايو، بلغ مؤشر النشاط التجاري غير التصنيعي 53.6٪، بزيادة 0.4 نقطة مئوية عن الشهر السابق.
وقال جاستن سارجنت رئيس فرع شركة نيلسين بالصين، وهي شركة عالمية لمراقبة البيانات وتحليلها، مؤخرًا، إن السوق الاستهلاكية الصينية أظهرت علامات انتعاش، ما يضخ حيوية جديدة في التنمية الاقتصادية في الصين، ويجلب الأمل للاقتصاد العالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، لعبت سلسلة من إجراءات تشجيع الاستهلاك التي نفذتها الحكومة الصينية دورًا مهمًا في تحفيز السوق الاستهلاكية، وحتى 8 مايو، أصدرت أكثر من 170 مدينة في الصين قسائم استهلاكية مخفضة تزيد قيمتها عن 19 مليار يوان، ما زاد من حماسة المستهلكين بشكل كبير.
ووفقًا لما هو مخطط، تعتبر الصين تلبية الطلب المحلي نقطتي الانطلاق والنهاية للتنمية، وستسرع بناء نظام كامل للطلب المحلي، لتشكل نمط تنمية جديداً بشكل تدريجي.
ومع ترقية الاستهلاك، والظهور المستمر لنماذج استهلاكية جديدة، سيتواصل تحفيز إمكانات الاستهلاك في الصين، ما يدفع السوق المحلية لتصبح الأكبر في العالم، ويضخ حيوية جديدة في النمو الاقتصادي الصيني، ويساهم في تعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي بشكل مطرد.