تعليق: الصين تسير إلى كوكب المريخ من أجل مستقبل مشترك أفضل للبشرية

مع إطلاق الصاروخ الحامل "لونغ مارش-5" من موقع ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية يوم الخميس (23 يوليو)، شرع مسبار المريخ الصيني "تيانون-1" في رحلته الأولى لمواجهة التحدي المتمثل في إرسال مركبة فضائية إلى مدار حول الكوكب الأحمر وهبوطها ونشرها عليه في مهمة واحدة.

يأتي "تيانون"، وهو اسم مشروع الصين لاستكشاف المريخ، مستوحى من القصيدة الطويلة "تيانون"، التي تعني الأسئلة السماوية أو أسئلة إلى السماء، والتي كتبها أحد أعظم الشعراء في الصين القديمة.

وتمثل البعثة ثلاثية المهام لـ"تيانون-1" علامة بارزة أخرى في تطوير الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، فضلا عن كونها مغامرة جريئة جديدة في مسيرة البلاد الطويلة لاستكشاف الفضاء الخارجي بعد برنامجها القمري والسعي لبناء محطة فضائية.

كان للجنس البشري، وهو ينظر إلى السماء المضاءة بالنجوم، شغف طويل الأمد تجاه المريخ. ومن المعروف الآن على نطاق واسع أن المريخ والأرض، اللذين يتمتعان بدرجات حرارة دافئة وغلاف جوي سميك ورطب حول السطح، أشبه بأخوين توأمين كبر كل منهما بعيدا عن الآخر. ولدى العلماء دائما اهتمام قوي باستكشاف هذا الأخ المنتمي للكواكب لاكتشاف أسرار أصل الحياة، وفك المزيد من ألغاز الكون الواسع.

كل 26 شهرا، يصل المريخ إلى أقرب نقطة إلى الأرض في مداره، ليفتح نافذة إطلاق من شأنها أن تسمح للمركبة الفضائية بإكمال هذه الرحلة بين الكوكبين بأقل قدر من الوقود. وتقع الأسابيع الأخيرة في إطار هذه النافذة التي فتحت حديثا.

وحتى الآن، قامت ثلاث دول - دولة الإمارات العربية المتحدة والصين والولايات المتحدة - إما بإرسال أو الاستعداد لإرسال مركبات فضائية غير مأهولة إلى هذا الكوكب الذي يبعد أكثر من 55 مليون كيلومتر.

منذ التجربة الأولى التي قامت بها البشرية لإطلاق مسبار إلى المريخ في عام 1960، دخلت 15 بعثة هبوط بنجاح إلى الغلاف الجوي للكوكب، لكن ثماني بعثات فقط هبطت في النهاية ونفذت أعمال استكشاف. وهكذا، أصبح المريخ "مقبرة للمسبارات" بسبب معدل فشل يصل إلى ما يقرب من 50 في المائة. وإذا استطاعت الصين النجاح هذه المرة، فسوف تنضم إلى مرتبة المستكشفين الرائدين للمريخ في العالم.

وقد حظيت مسيرة الصين إلى المريخ بمتابعة عن كثب من جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون نجاح الصين، يسعى البعض إلى تشويه هدفها المتمثل في تطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وإلى تشويه سمعة برامج الاستكشاف التي تقوم بها البلاد واصفين إياها بأنها عرض للطموح من أجل تحدي ريادة أمريكا في الفضاء، وفتح ما يسميه الكثيرون بالحدود النهائية للبشرية.

تنتمي عقلية المحصلة الصفرية إلى حقبة الحرب الباردة عندما كان تعليق الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في سباق فضائي يتمثل في "أنت الرابح وأنا الخاسر"، لكن ذلك لا يتناسب مع هذا العصر حيث ينبغي أن يكون استكشاف الفضاء الخارجي معنيا بتجميع المواهب والموارد العالمية لصالح الجنس البشري بأكمله.

إن التزامات الصين الثابتة باستكشاف الفضاء وتطوير العلوم والتكنولوجيات ذات الصلة لا تهدف فقط إلى رفع قدرتها الخاصة على التعمق في الفضاء، وإنما أيضا إلى خدمة تقدم البشرية جمعاء.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق