تعليق: متى سيعود السياسيون الأمريكيون المدمنون على التحايل إلى الطريق الصحيح لمكافحة الوباء علميا؟

تعليق: متى سيعود السياسيون الأمريكيون المدمنون على التحايل إلى الطريق الصحيح لمكافحة الوباء علميا؟

سمى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيروس كورونا الجديد ب "الفيروس الصيني غير المرئي" و"إنفلونزا الكونغ فو" في العديد من المناسبات بصورة متتالية سعيا لوضع وصمة العار على الصين والتحريض على العنصرية بصورة سافرة، مما لقي إدانة شاملة لدى الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي. وأشار المحللون إلى أن تفاقم الوباء داخل الولايات المتحدة واندلاع الصراعات العرقية جعلا السياسيين الأمريكيين يشعرون بقلق شديد ، ما دفعهوم حتى للجوء إلى حيلتهم القديمة المتمثلة في تحميل غيرهم المسؤولية، بهدف تغيير أنظار الناس عن التناقضات المحلية لخدمة الاحتياجات السياسية للانتخابات الرئاسية.

وفقا للوائح منظمة الصحة العالمية، يجب تجنب ربط تسمية المرض بالإقليم والدولة والأشخاص والحيوانات المعينة للقضاء على التميز تجاه هذه الكيانات المعنية وسمت المنظمة فيروس كورونا الجديد بكوفيد-19 رسميا في 11 فبراير الماضي. ولكن بعض السياسيين الأمريكيين يتجاهلون قواعد منظمة الصحة العالمية ويستخدمون "فيروس الصين" وغيره من المصطلحات التميزية العنصرية عمداً سعيا لكسب مصالحهم الشخصية، الأمر الذي داس العلم والحقيقة بصورة عنيفة، وزاد حدة التناقضات العرقية.

ومنذ شهر مارس الماضي، ظلت منظمة Stop AAPI Hate غير الربحية الأمريكية تتابع حالات التمييز التي أبلغ عنها الأمريكيون الآسيويون. وحتى 15 يوليو الحالي، تم تسجيل 2373 حادثة كراهية ضد الآسيويين. وتماشيا مع تفاقم الوباء في الولايات المتحدة، ازدادت حدة التمييز ضد السكان القادمين من آسيا أو ذوي الجنسيات الآسيوية، ما زاد من حدة الانقسام الاجتماعي. ردا على ذلك، انتقدت إذاعة بي بي سي بنشر مقالة على موقعها على شبكة الانترنت أن القادة الأمريكيين صبّوا زيتا فوق النار.

تعليق: متى سيعود السياسيون الأمريكيون المدمنون على التحايل إلى الطريق الصحيح لمكافحة الوباء علميا؟

من وجهة النظر العلمية، يعتبر كشف مصدر الفيروس هو قضية علمية. إن البرقية الدبلوماسية التي نشرتها الولايات المتحدة مؤخرا وتدعي فيها بأن الفيروس جاء من مختبر ووهان ليست بها أي برهان حقيقي. وأشار الدكتور ستيفن غولدشتاين --عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة يوتا الأمريكية إلى أن المقال الذي نقل فيه جوش روكين--كاتب العمود لصحيفة "واشنطن بوست" تلك البرقية مليء بالكثير من الفراغات العلمية الجوهرية والتلميحات الخالية من أي حقيقة. كما استنكر فوسي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة علنيا المؤامرة المزعومة بأن "فيروس كورونا الجديد مصنوع في مختبر صيني". وأكدت مجلة "ذي لانسيت" الطبية المشهورة في تعليقها أن اعتبار الصين ك"كبش فداء" لهذا الوباء ليست اجابة بناءة، مشيرا إلى أن فقدان التضامن العالمي أمام الوباء يعتبر تهديدا للبشرية.

في الوقت نفسه، وجدت المزيد من الدراسات في العديد من البلدان تفشي فيروس كورونا في العديد من الأماكن حول العالم، أن وقت الظهور أبعد بكثير من توقعات الناس. في الوقت الحاضر، وجدت دراسة أجراها معهد فرنسي في مايو من هذا العام إلى أن وباء الفيروس في فرنسا يأتي من مجموعة من الفيروسات المنتشرة في البلاد. وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقريرًا بحثيًا في يوم ال16، ذكرت فيه ان الفيروس المبكر في نيويورك ربما تم نقله بشكل رئيسي من أوروبا ومناظق أخرى من الولايات المتحدة. في الآونة الأخيرة، أصدر فريق البحث لعالم الأوبئة الإيطالي أحدث نتائج البحث التي أظهرت أن سلالات الفيروس المنتشرة في شمالي ايطاليا لا تشمل سلالة الفيروس للوباء الصيني في المرحلة الاولى. وهذا يعني أن الفيروس في إيطاليا لم يأت مباشرة من الصين.

تعليق: متى سيعود السياسيون الأمريكيون المدمنون على التحايل إلى الطريق الصحيح لمكافحة الوباء علميا؟

الحقيقة أمامنا، لقد اصبح وضع الوباء متدهورا حاليا في الولايات المتحدة. نظرًا لاستجابة الحكومة الأمريكية غير الفعالة ضد الوباء، شهدت الولايات المتحدة مليون حالة جديدة في غضون 15 يومًا في ولايات معتددة. والأكثر إثارة للقلق أن أحدث تحليل أجرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها اظهر أن العدد الفعلي يتجاوز بكثير البيانات الرسمية للولايات المتحدة، وقد يكون العدد الفعلي في مناطق مختلفة من 6 إلى 24 ضعف الرقم الرسمي.

السبب الأعمق هو أن بعض السياسيين الأمريكيين يحملون عقلية الحرب الباردة الخطيرة والتحيز الإيديولوجي، غير قادرين على رؤية اتجاه التنمية في العالم وتطور الصين وتقدمها بشكل صحيح، ونتيجة لذلك، لم يفشل الوباء في أن يصبح بداية جديدة للتعاون الصيني الامريكي، بل اعتبره بعض السياسيين الأمريكيين فرصة لإيقاف عملية التنمية في الصين. من العقوبات غير المعقولة على المسؤولين الصينيين، حتى إغلاق القنصلية العامة الصينية، تعكس هذه السلسلة من الأعمال الاستفزازية تزايد سوء حكم بعض السياسيين الأمريكيين وقلقهم الاستراتيجي بشأن الصين، وتشكل تصرفاتهم تهديدًا كبيرًا للعلاقات الثنائية المهمة في العالم والسلام والتنمية العالميين.

في مواجهة المأساة لأكثر من 4 ملايين حالة مؤكدة وأكثر من 140 الف حالة وفاة في البلاد، يرفض السياسيون الأمريكويون دائمًا العودة إلى المسار الصحيح لمكافحة الوباء على نحو علمي. هذه هي مأساة الولايات المتحدة والشعب الأمريكي!


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق