"يجب على البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أن يصبح منصة جديدة لتعزيز التنمية المشتركة لأعضائه وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية." قال ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه في حفل افتتاح الاجتماع السنوي الخامس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عبر تقنية الفيديو، ودعا فيه إلى تنمية البنك إلى نوع جديد من بنوك التنمية متعددة الأطراف التي تعزز التنمية العالمية المشتركة ونوع جديد من المنصات التطبيقية التنموية التي تواكب تقدم العصر ووكالات التعاون الدولي عالية المستوى ونموذجا جديدا للتعاون الدولي متعدد الأطراف. وفي ظل وباء كوفيد-19 والأوضاع الاقتصادية الدولية القاسية والمعقدة، أصدرت "الدعوة الصينية" صوتا قويا يدعم التعددية بقوة، وأظهرت شجاعة الصين ومسؤولياتها كدولة كبيرة مسؤولة.

كما قال الرئيس شي في خطابه إنه خلال السنوات الأربع الماضية، تطور البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية من 57 عضوا مؤسسا في البداية إلى 102 عضوا في ست قارات، وقدم ما يقرب من 20 مليار دولار أمريكي للاستثمار في البنية التحتية.

وبعد تفشي وباء كوفيد-19، سرعان ما أنشأ البنك "صندوق الانتعاش من أزمة كوفيد-19" بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في البداية، لتوفير دعم الميزانية ودعم السيولة لأعضائه، ثم زاد قيمته إلى 13 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي أدى دورا مهما في مواجهة أزمة الصحة العامة العالمية، وأثبت أن "الدعم المتبادل والتضامن والتعاون السبيلُ الصحيحُ للتغلب على الأزمات". وقدم الأستاذ في القانون الاقتصادي والمالي وليد جبالة في جامعة القاهرة المصرية تقديرا عاليا لخطاب الرئيس شي، مشيرا إلى أنه أكد مرة أخرى أهمية التعددية والتنمية المشتركة، واثقا بمواصلة دعم التعاون الدولي والتنمية.

دعا شي إلى التركيز على التنمية المشتركة والاستثمار في البنية التحتية، ما أشار إلى اتجاه التنمية المستقبلية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. كما حث شي على بذل جهود لجعل البنك نوعا جديدا من منصات التنمية التي تتقدم مع الوقت وذلك يساعد البنك على التعامل بشكل أفضل مع مفاهيم التطوير ونماذج الأعمال للمؤسسات المالية في عالم اليوم .

بالإضافة إلى ذلك ، حث شي على بذل جهود لجعل البنك نموذجا جديدا للتعاون متعدد الأطراف ، وشدد على التمسك بمبدأ التشاور المشترك والبناء المشترك والتمتع المشترك مما أدى دورًا مهمًا في ظل تصعيد الأحادية. ومنذ افتتاحه في عام 2016 ، توسع البنك باستمرار حيث جاء معظم أعضائه من البلدان النامية، بينما ضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة. ومن المتوقع أن يتعاون البنك مع المزيد من الشركاء لتعزيز العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحًا وشمولًا وتوازنًا للجانبين.

إن الصين تدعم دائما التعددية وتلتزم بها، وتسعى إلى التنمية مع بقية العالم بروح الانفتاح والتعاون والمنفعة المتبادلة. بصفتها مساهمًا مهما في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والبلد المضيف لمقره ، ستواصل الصين العمل مع أعضائها لجعل البنك منصة مهمة لممارسة التعددية لدفع تحسين مستوى البنية التحتية والترابط في آسيا والعالم ، وتقديم مساهمات أكبر في التنمية المستدامة من أجل تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وضخ زخم جديد في تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.