قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، ومستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب روبرت أوبراين، وعدد من السياسيين، مؤخرا، بإثارة استفزازات في خطاباتهم المناهضة للصين، واتهموا الصين ب"سرقة" حقوق الملكية الفكرية الأمريكية، وزعموا أن غرض سفر الطلاب والموظفين الصينيين إلى الولايات المتحدة ليس بسيطًا. بالإضافة إلى ذلك، أغلقت الولايات المتحدة القنصلية العامة الصينية في هيوستن مؤخراً، مما تسبب في أضرار جسيمة للعلاقات الصينية الأمريكية.
في الواقع، إن المغالطة التي يصفها السياسيون الأمريكيون لما يسمى "سرقة الصين لحقوق الملكية الفكرية" و"تسلل الجواسيس الصينيين إلى المجتمع الأمريكي" ليست جديدة. ففي هذه الجولة من الموجات القاسية المناهضة للصين، يقوم بومبيو وغيره من الساسة الأمريكيين بإعادة الشائعات ونشرها من وقت لآخر وتسييس قضية حماية الملكية الفكرية، والهجمات الوحشية على الحزب الحاكم في الصين، مما يمهد الطريق لتشديد شامل للسياسات المعادية للصين.
في الوقت الحاضر، مع تحسن القوة العلمية والتكنولوجية الشاملة للصين، أصبح السياسيون الأمريكيون المدمنون على التفكير في لعبة محصلتها صفر أكثر قلقًا، فهم يلفقون الكذب، وما يسمى بـأن "الصين تسرق التكنولوجيا الأمريكية" ويفرضون عقوبات على الشركات الصينية في محاولة لتصعيد "حرب العلم والتكنولوجيا" ضد الصين من أجل حماية الهيمنة التكنولوجية الأمريكية. لقد مزق ذلك تماما الحجاب المنافق "للمنافسة الحرة" الذي يطالب به السياسيون الأمريكيون.
يجب أن يستمع بومبيو إلى هذه الأصوات العقلانية. في الواقع، سيعترف أي شخص دون تحيز بأن مفتاح التقدم العلمي والتكنولوجي منذ تأسيس الصين الجديدة هو الاعتماد على الذات والعمل الجاد والمشاركة الواسعة في التعاون الدولي. في الوقت الحاضر، أصبحت الصين دولة كبرى للابتكار والملكية الفكرية في العالم، وهي القوة الدافعة الرئيسية لتطوير الملكية الفكرية في العالم. خاصة في اللحظة الحاسمة من الكفاح العالمي ضد الوباء، لا تمتلك الصين المستوى الرائد في العالم في مجال تطوير اللقاحات مع حقوق الملكية الفكرية المستقلة فحسب، بل تعد أيضًا بتوفيره كمنتج عام للعالم بعد تطوير اللقاح بنجاح.
يجب على بومبيو إلقاء نظرة جيدة في المرآة. من المعروف ان الولايات المتحدة تشن هجمات إلكترونية منذ فترة طويلة وتسرق معلومات مهمة لدول أخرى حتى حلفائها الغربيين، وأصبحت أكبر لص إلكتروني في العالم.
إذا نظرنا إلى التاريخ، فان الانفتاح والتعاون والتسامح هي الطريق إلى النجاح للولايات المتحدة. ومع ذلك، من الواضح ان بومبيو وأمثاله قد دفعوا الولايات المتحدة وأنفسهم إلى وضع خطير.