تعليق: إساءةُ استخدام مفهوم "الأمن القومي" لقمع الشركات الصينية.. والخللُ العقلي الذي أصاب بومبيو وأمثاله!!

في كلمة ألقاها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مؤخراً، في مكتبة ومتحف نيكسون في ولاية كاليفورنيا، عمد إلى تشويه صورة شركة هواوي العلمية والتكنولوجية مرة أخرى متهماً إياها بأنها تهدد "الأمن القومي الأمريكي"، مدعياً أن الشركات الصينية "لا تهتم بتحقيق الأرباح".

وقبل ذلك، أطلق مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كريستوفر راي ووزير العدل ويليام بار أيضًا افتراءات مماثلة بحق الشركات الصينية.

تعليق: إساءةُ استخدام مفهوم "الأمن القومي" لقمع الشركات الصينية.. والخللُ العقلي الذي أصاب بومبيو وأمثاله!!

والسؤال هو: لماذا يُقلق تطورُ هواوي وغيرها من الشركات الصينية الساسة الأمريكيين ويؤرقهم، فيعملون على تدبير المكايد لها والادعاء بأنها "تسرق حقوق الملكية الفكرية" و"تهدد الأمن القومي"، ويستغلون سلطة الدولة لفرض عقوبات شديدة عليها، ويسعون إلى إجبار حلفائهم على إقصاء التكنولوجيا الصينية؟ ..

السبب وراء هذا هو عقلية لعبة المحصلة الصفرية والتحيز الإيديولوجي، وعدم السماح للشركات العلمية والتكنولوجية الصينية بأن تتفوق في تكنولوجيا الجيل الخامس وغيرها من المجالات، الأمر الذي جعل العالم يكتشف جبن بومبيو وأمثاله وخبثهم وتجبرهم، بالإضافة إلى زيف ما يطلقون عليه "المنافسة الحرة"! 

لقد تعاونت الشركات الصينية مع الولايات المتحدة، منذ سنوات عديدة، على أساس قواعد السوق، ما دفع النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل هناك، وقدم مساهمات كبيرة للاقتصاد الأمريكي.

وقال جريج آلين رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، خلال مقابلة مع وسائل الإعلام مؤخراً، إن التجارة والاستثمار بين البلدين وفرا فرص عمل لحوالي 2.4 مليون أمريكي.

في الوقت نفسه، اعتمدت الشركات الأمريكية، مثل آبل وديل وهيوليت باكارد، على المصانع الصينية لتركيب معظم منتجاتها الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها، لذا سيؤدي كبح الشركات الصينية إلى تعريض الشركات الأمريكية للخسارة.

والتقدير الأولي الذي أعلنته وزارة التجارة الأمريكية، يوم 30 يوليو، أظهر أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة 32.9٪ في الربع الثاني من هذا العام، فيما يعد أكبر انكماش مسجل منذ عام 1947.

تعليق: إساءةُ استخدام مفهوم "الأمن القومي" لقمع الشركات الصينية.. والخللُ العقلي الذي أصاب بومبيو وأمثاله!!

وبينما يريد بومبيو أن يصدِّر خطابه ك"إعلان للحرب الباردة" ضد الصين، فعلى الشعب الأمريكي أن يرى بوضوح أن هذه العقلية التي تدعو الى المواجهة تشكل أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي والأمن القومي.

وبصفتها دولة نامية كبيرة ومحبة للسلام، لم تبادر الصين قط إلى إثارة الصدام وتحافظ على أقصى درجات ضبط النفس دائمًا، ولكنها في مواجهة الغطرسة الأمريكية، سترد بحزم وعقلانية، وستتصدى لأي تعدٍّ على حقوقها ومصالحها المشروعة.

إن العصر الحاضر مختلف عن الماضي، ففي هذا العالم متعدد الأقطاب، لا يوجد أي مَنفذ لسياسات القوة.

ونحن ننصح بومبيو وأمثاله بعدم إساءة الحكم على الوضع، وفهم الصين جيداً، والتخلي عن عصا الهيمنة في أقرب وقت ممكن، وتبني الخيارات الصحيحة التي تعود بالفائدة على مصالح الشعب الأمريكي والشركات الأمريكية.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق