تعليق: تنامى طموح بومبيو في أن يصبح رئيسًا

تعليق: تنامى طموح بومبيو في أن يصبح رئيسًا

بصفته كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، لم يحقق مايك بومبيو أي إنجاز يذكر خلال أكثر من عامين في منصبه... مع تفشي وباء كرونا المستجد(كوفيد 19) في الولايات المتحدة، يصر على إلقاء المسؤولية على الآخرين، ويقوض التعاون الدولي عمدا، ولا يقيم وزنا لسلامة الإنسان. وأمام التظاهرات المعادية للعنصرية، أصم أذنيه وأدى تحيزه الأيديولوجي إلى سيادة "المعيار المزدوج" الأمريكي. وفي مواجهة الأزمات الاجتماعية المحلية ومعاناة الشعب الأمريكي، وركز بومبيو على إظهار القوة ضد الصين لصرف النظر عن الصراعات الداخلية وكسب الأصوات لمعسكره الانتخابي.

وبذل بومبيو كل ما في وسعه لتحقيق طموحه في الوصول إلى ذروة السلطة، على حساب واجباته الدبلوماسية والصورة الوطنية والمصالح العامة.

في محاولات بومبيو للاقتراب من عرش السلطة العليا، فقدت وزارة الخارجية الأمريكية مهنيتها بالتدرج، لهذا نشرت قناة سي إن إن الأمريكية مقالاً بعنوان ((بومبيو بصدد تقويض أعمال وزارة الخارجية))، أشارت فيه إلى أن بومبيو قام بتسييس أعمال مكتبه.

كما لفتت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية في مقال نشرته إلى أن وزير الخارجية بومبيو قوض سمعة البلاد التي تشكلت منذ قرون، مضيفاً أن تصرفاته تعد بمثابة "ذل" على وزارة الخارجية.

في الواقع ، إذا استعرضنا الماضي، نجد أن الدبلوماسيين الأمريكيين هم في الغالب سياسيون يتمتعون بالمعرفة المهنية والخبرات الغنية. لقد بنى الدبلوماسيون الأمريكيون الذين يمثلهم هنري الفريد كيسنجر وبرنت سكوكروفت وزبيغنيو بريجنسكي جسورًا للتعاون والتواصل بين الولايات المتحدة والعالم ، وبين الولايات المتحدة والصين، لكن المحزن أن بومبيو والسياسيين من أمثاله، الذين يكونون أنانيين ولا يتمتعون بجودة مهنية، لم يدمروا إنجازات أسلافهم فحسب، بل قاموا أيضًا ببناء جدار عالٍ يعوق الاتصالات والتبادلات العالمية. أمام وضع الدبلوماسية الأمريكية اليوم، يمكن تصور أن الدبلوماسيين الأمريكيين البارزين حقًا سيتنهدون.

يتطور تيار التاريخ إلى الأمام دائما. وإذا دفع بومبيو السياسة الأمريكية إلى اتجاه خاطئ فسيدفع الشعب الأمريكي كله الثمن الثقيل، أما بومبيو الذي يحاول السير عكس التاريخ فسيترك صفحة قبيحة في التاريخ السياسي الأمريكي.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق