بقلم/ مشيرة جيوي
في افتتاح معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2020م، مؤخراً، ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة عبر الفيديو، حملت عدة إشارات ودلائل ورسائل مهمة.
وبدايةً نلفت إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ تفشي الوباء، التي يقام فيها حدث اقتصادي وتجاري دولي كبير في مزيج بين العالمين الواقعي والافتراضي.
وهو أيضاً تجمع كبير وغير عادي في في ظل أزمة كوفيد 19 التي يعيشها العالم، حيث أشار الرئيس شي بوضوح، في خطابه الذي ألقاه خلال قمة التجارة العالمية في الخدمات بالمعرض، إلى أن الصين تغلبت على العديد من الصعوبات ونظمت مثل هذا الحدث الاقتصادي والتجاري الدولي الكبير للعمل مع الجميع للتغلب على الصعوبات، وتعزيز تنمية تجارة الخدمات العالمية وازدهارها بشكل مشترك، ودفع الانتعاش السريع للاقتصاد العالمي."
ومن المؤكد أن الضرر الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن الوباء سيقل كثيراً عندما تزدهر تجارة الخدمات وينتعش الاقتصاد العالمي في أسرع وقت ممكن.
لقد بيّن الرئيس شي، عندما بعث رسالة تهنئة إلى معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، العام الماضي، أن تجارة الخدمات أصبحت بشكل متزايد جزءاً مهمًا من التجارة الدولية ومجالًا حيوياً للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدان، ما ضخ زخماً جديداً في النمو الاقتصادي العالمي.
وخلال جائحة كورونا، استُخدمت خدمات مثل الطب عن بعد والتعليم عبر الإنترنت ومنصات التشارك والمكاتب التعاونية والتجارة الإلكترونية عبر الحدود على نطاق واسع.
وفي الصين، يركز معرض شنغهاي الدولي للاستيراد على الواردات في مجال تجارة السلع، ومعرض كانتون على الصادرات، ومعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات المنعقد ببكين على تجارة الخدمات.
وفي نوفمبر من العام الماضي، صرح الرئيس شي جين بينغ في حفل افتتاح معرض الصين الدولي الثاني للواردات، أن الصين ستعزز التنمية المنسقة للواردات والصادرات، وكذا التجارة في السلع وتجارة الخدمات.
ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات يعد مفتاح هذه الإستراتيجية، ويؤدي أيضاً إلى تسريع تشكيل نمط تنمية جديد يتسق مع الدورة الاقتصادية المحلية الكبيرة باعتبارها الهيكل الرئيسي والدورات المزدوجة المحلية والدولية التي يعزز بعضها البعض.
إن عالم الواقع تحت تأثير الوباء يشهد تغيرات عميقة، ويواجه المزيد من العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة.
وقد أكد الرئيس شي جين بينغ مراراً وتكراراً ضرورة السعي لاغتنام فرص جديدة وسط الأزمات، وخلق فرص جديدة وسط التغييرات.
وهذا ينطبق أيضاً على تجارة الخدمات، حيث قدم شي في خطابه خلال قمة تجارة الخدمات العالمية لمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2020 ثلاثة اقتراحات:
أولها، العمل معًا لخلق بيئة مناسبة للتعاون، وقال الرئيس شي إن صناعة الخدمات التي تمتاز بخصائصها الفريدة المتمثلة في الأصول الخفيفة والعناصر المرنة تحتاج إلى تطوير بيئة منفتحة وشفافة وشاملة وغير تمييزية .
كما تتطلب من الدول العمل الجاد للحد من الحواجز "الحدودية" و"ما وراء الحدودية" التي تقيد تدفق عوامل الإنتاج، إضافة الى تعزيز الاتصال عبر الحدود.
ثانياً، التفعيل المشترك لزخم التعاون الذي يقوده الابتكار، حيث لا يمكن فصل تطوير أشكال ونماذج جديدة لتجارة الخدمات عن الابتكار.
وأكد الرئيس شي ضرورة متابعة اتجاه تنمية الرقمنة والشبكات الإلكترونية و الذكاء الاصطناعي، والعمل معًا للقضاء على "الفجوة الرقمية" وتعزيز رقمنة التجارة في الخدمات.
ثالثاً، خلق وضع تعاونٍ متبادل المنفعة ومربح لكل الأطراف في ظل العولمة الاقتصادية، التي تعتمد فيها اقتصادات جميع البلدان على بعضها البعض، في تكامل للمصالح لم يعرفه العالم من قبل.
وأوضح الرئيس شي أن التعامل بإخلاص وتقاسم المنافع هما الإستراتيجية الأساسية. وينبغي على مختلف الدول أن تعزز تكامل تنمية تجارة الخدمات، وتواصل توسيع "الكعكة"، ويشير موضوع هذه الدورة من المعرض التجاري للخدمات إلى هذا الاتجاه.
وفي خطابه، أعلن الرئيس شي أيضاً أن الصين ستستمر في تخفيف معايير الوصول إلى أسواقها في مجال صناعة الخدمات وتوسيع واردات الخدمات عالية الجودة بنشاط، كما ستدعم إنشاء تحالف عالمي لتجارة الخدمات، وتعزز حماية الملكية الفكرية، وتدفع تنمية الاقتصادين الرقمي والتشاركي، إلخ.
ومن خلال هذا المعرض، يرى المجتمع الدولي بوضوح، مرة أخرى، موقف الصين الحاسم في توسيع الانفتاح على الخارج، وأهمية أن يقف العالم على الجانب الصحيح من حركة التاريخ.
وكما قال الرئيس شي، فإنه فقط من خلال العمل معاً والمضي قدماً، يمكن الخروج من هذه الفترة الصعبة في تاريخ البشرية بخطوات ثابتة.