تعليق: بومبيو الذي يقوض أسس العلاقات الصينية الأمريكية يلحق الضرر بالولايات المتحدة نفسها !!

في يوليو عام 1978م، عندما سأله الزعيم الصيني حينذاك "هل يمكن إرسال خمسة آلاف طالب صيني للدراسة في الولايات المتحدة؟" ..

أجابه الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر "يمكنكم إرسال مائة ألف طالب."

أما في سبتمبر عام 2020م، وحول التبادلات الثقافية بين البلدين، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه يأمل في إغلاق جميع معاهد كونفوشيوس بالولايات المتحدة قبل نهاية هذا العام، مهدداً بفرض مزيد من القيود خلال مدة تتراوح بين عدة أسابيع وعدة شهور على الطلاب الصينيين إلى الولايات المتحدة.

وفي الوقت الحاضر، وبسبب وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد والركود الاقتصادي والاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للعنصرية، تورطت الإدارة الأمريكية الحالية في دوامة من المشاكل المتراكمة.

وقبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، راح بومبيو وأمثاله يهاجمون بشكل مجنون التبادلات الثقافية الصينية الأمريكية، محاولين وصف كل صيني جاء إلى الولايات المتحدة بأنه "جاسوس"، بقصد إثارة الشعبوية ودغدغة عواطف الجماهير وتحويل الانتباه عن التناقضات والصراعات الداخلية والتأثير على الانتخابات الرئاسية.

لقد أدت أساليب السياسيين الأمريكيين وسلوكياتهم إلى إهانة صورة الولايات المتحدة، المعروفة بانفتاحها وتسامحها وألحقت أضرارًا جسيمة بقوتها الناعمة.

وفي الواقع، في نهاية شهر مارس الماضي، أوضح الزعيم الأمريكي أن "الشعب الأمريكي يحترم الشعب الصيني ويحبه كثيرا، وأن الطلاب الصينيين مهمون جدًا للتعليم الأمريكي، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستحمي المواطنين الصينيين على أراضيها، بمن فيهم الطلاب الصينيون".

وبينما لا يزال صدى هذه الكلمات يتردد في الآذان، وخلال أقل من نصف عام، أساء السياسيون الأمريكيون استخدام مفهوم الأمن القومي، واستعملوا أساليب متعددة بحق الطلاب الصينيين مثل الترهيب وحتى الاعتقال.

إنه أمر لا يمكن تصوره، أن تكون الولايات المتحدة اليوم مليئة بالعزلة وكراهية الأجانب، وفي ظل هذه الظروف، كم عدد أولياء الأمور الصينيين الذين يمكن أن يطمئنوا على إرسال أطفالهم إلى الولايات المتحدة للدراسة؟ وكم من أصحاب المواهب في العالم على استعداد للثقة في مثل هذا البلد؟

إن أعمال بومبيو وأمثاله لتقويض التبادلات الثقافية الصينية الأمريكية أضرت بالآخرين وأضرت بالأمريكيين أنفسهم أيضاً، فقد عارض المجتمع الأمريكي هذا بشكل عام.

وأشارت مادلين روز المديرة التنفيذية لمركز الدراسات الصينية بكلية العلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، إلى أنه إذا فرضت الولايات المتحدة قيودًا كاملة على الطلاب الصينيين، فإن الجامعات الأمريكية وحكومات الولايات والحكومات المحلية وقادة الأعمال سوف يتحدون هذا الأمر ويشككون في أهدافه على الفور.

وقد نشر موقع World News Syndicate تعليقًا مفاده أنه إذا روجت الولايات المتحدة لـ"فصل الارتباط مع الصين" في مجال العلوم والثقافة، فستكون كارثة، وستكون الولايات المتحدة الضحية الرئيسية.

إن الانفتاح يجلب التقدم، والانغلاق يؤدي إلى التخلف عن الركب، وهذا قانون حتمي في تطور التاريخ البشري.

فعندما تنتهي القيم المنفتحة والشاملة والمتنوعة من الوجود، ستنحدر الولايات المتحدة إلى الحضيض حتماً.

لقد حاول بومبيو وأمثاله استخدام "فصل الارتباط مع الصين" وفرض العقوبات كسلاح لحماية ما يطلقون عليه "أمريكا أولاً" وتحقيق مصالحهم السياسية الذاتية، والنتيجة، كما يعلم الجميع، أن الضحية الأولى هي بلادهم وشعبهم.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق