يقترب عدد المصابين بالالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد ( كوفيد-19) في الولايات المتحدة إلى 6.5 ملايين حاليا، وللأسف الشديد، يقترب عدد الوفيات من هذا المرض إلى 200 ألف نسمة. وفي وجه هذه الحقائق، عبرت مجلة ((تايم)) الأمريكية عن رثائها ل"فشل أمريكي". ونقلت قناة ((سي أن أن)) التلفزيونية الأمريكية مؤخرا تقريرا بحثيا صادرا عن كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا - بيركلي قائلة إن العدد الحقيقي للمصابين بكوفيد-19 في الولايات المتحدة قد يكون أكثر من عدد الحالات المؤكدة الحالية بما يتراوح بين 3 أضعاف و20 ضعفا. ويدعم هذا الاستنتاج نتيجة بحثية أصدرها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض في أواخر شهر يوليو الماضي، أي تجاوز عدد المصابين الحقيقي التوقعات المعنية بكثير.
وبصفتها القوة العظمى الوحيدة في العالم، لماذا أصبحت أحوال وقايتها من وباء كوفيد-19 والسيطرة عليه سيئة إلى هذه الدرجة؟ وعندما نسترجع التصرفات الشائنة للسياسيين الأمريكيين بعد اندلاع الوباء في الولايات المتحدة، ليس من الصعب العثور على السبب الجذري لذلك: لأن السياسة اختطفت العلم منذ البداية.
على الرغم من أن العديد من خبراء الصحة يشيرون إلى أن الشفافية والتدفق السلس للمعلومات ضروريان لمكافحة الوباء، لكن في نظر الحكومة الأمريكية، يبدو أن إخفاء الحقيقة يمكن أن يوقف انتشار الوباء. من أجل منع الجمهور من معرفة الحقيقة، قاموا بقمع العلماء بشدة ومنعوا النظام الصحي المحلي من التحدث علانية، مما أظهر نزعة معادية للفكر ومناهضة للعلم بشكل لا يصدق. من أجل التنصل من المسؤولية وتبديل التناقضات، فإن "إلقاء اللوم" هو أداء لا غنى عنه للسياسيين الأمريكيين. لقد كانت تصرفاتهم السخيفة هي التي دفعت الوقاية من الوباء في الولايات المتحدة إلى الهاوية.
من الواضح أن السياسيين الأمريكيين قد استخدموا السياسة لاختطاف العلم وتجاهلوا أرواح الشعب من أجل مصالحهم الذاتية، مما أدى إلى فقد الأرواح من الشعب الأمريكي، وتزايد انقسام المجتمع الأمريكي، والمزيد من الانهيار لصورته الدولية. هل يستطيع هؤلاء السياسيون الذين يختطفون المصالح الوطنية وحياة الناس بمصالحهم الذاتية السياسية " جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى؟!