تعليق: تشويه الزعيم الأمريكي لسمعة الصين على المنصة الأممية من أجل الانتخابات العامة فقط!

بقلم ياقوت داي

وجه الزعيم الأمريكي مرة أخرى اتهامات لا أساس لها ضد الصين في خطابه المسجل مسبقا والذي أذيع خلال المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

تعليق: تشويه الزعيم الأمريكي لسمعة الصين على المنصة الأممية من أجل الانتخابات العامة فقط!

في الواقع، إن قيام الزعيم الأمريكي بتوجيه أصابع اتهام باطلة بدون أي شيء جديد يذكر. وقد قدمت الصين توضيحات ودحضت بصرامة هذا التصرف البلطجي في العديد من المناسبات. مثلا للرد على محاولة بعض السياسيين الأمريكيين في إلقاء اللوم على الصين بخصوص انتشار وباء كوفيد- 19 في العالم، أصدرت الصين الكتاب الأبيض بعنوان "أعمال الصين في مكافحة وباء كوفيد-19" والمقال بعنوان "24 كذبة أمريكية متعلقة بالصين حول وباء كوفيد-19 وحقائقها"، لتوضيح الحقيقة للعالم.

إن الحقائق والأرقام كتاب مفتوح يراه الجميع، والسياسيون الأمريكيون يفهمونه أيضا بعمق. كما يعتقد الرأي العام الدولي بشكل عام أنه من الصعب على ترامب إقناع الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمحاسبة الصين. وعلاوة على ذلك، فإن الصين لن تذبح من قبل أحد، ولن ترضخ للولايات المتحدة.

في هذه الحالة، لماذا تصر السلطات الأمريكية على تشويه سمعة الصين بشكل غير مبرر؟ ولمن يوجه ترامب هذا الخطاب في الأساس؟

للإجابة على هذين السؤولين، فبمجرد إلقاء نظرة على البيانات التالية ممكن أن تظهر لنا بداية الإجابة، قبل ساعات قليلة من إلقاء ترامب الخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاوزت الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة 200 ألف وفقا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز. ما هو مفهوم ل200 ألف؟ أشارت بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن عدد القتلى الأمريكيين في حرب فيتنام بلغ 58 ألفا. بعبارة أخرى، عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة يزيد عن ثلاثة أضعاف عدد الوفيات في البلاد خلال حرب فيتنام. بالإضافة إلى ذلك، وصل العدد التراكمي للحالات المؤكدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6.9 مليون حالة، ويحتل البلد المرتبة الأولى في العالم. على جانب آخر، في اليوم الذي ألقى ترامب الخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يتبق سوى 41 يومًا للانتخابات الأمريكية في 3 نوفمبر. دخلت حملة الانتخابات مرحلة ساخنة، لكن ترامب لا يزال وراء منافسه الديمقراطي بايدن في العديد من استطلاعات الرأي.

من الواضح أن تصريحات ترامب القاسية ضد الصين على منصة الأمم المتحدة في هذا الوقت موجهة للناخبين الأمريكيين. تعرضت إدارة ترامب لإدانات من قبل المعارضين في الحملة الانتخابية بسبب استجابتها غير الفعالة للوباء، فتوجه اتهامات لا أساس لها ضد الصين فيما يتعلق بالمرض في محاولة لنقل اللوم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، تأمل الإدارة الأمريكية في أن تستمر في خلق صورة "الرجل القوي ضد الصين" بين الناخبين الأمريكيين من خلال مهاجمة الصين، وذلك من أجل توطيد خطة الانتخابات الأساسية.

هذا وعلقت وكالة الأنباء الفرنسية بصراحة أن خطاب ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يكن أكثر من نقل "خطاب قوة الصقور للحملة الانتخابية الأمريكية إلى المسرح العالمي".

كل شيء من أجل الانتخابات العامة! هذا هو سلوك "بأسلوب ترامب" تماما و"أمريكي جدا أيضا.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق