​تعليق:من المهدد الحقيقي للجهود العالمية في حماية البيئة؟

​تعليق:من المهدد الحقيقي للجهود العالمية في حماية البيئة؟

في كلمته الأخيرة أمم الجمعية العامة للأمم المتحدة، شوه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل صارخ جهود الصين في حماية البيئة، متجاهلا الحقيقة والواقع، بل تفاخر بالانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس حول التغير المناخي، معلنا بشكل سخيف أن الولايات المتحدة هي التي تساهم في حماية البيئة العالمية.

إن هذه التصريحات السخيفة التي تخلط الباطل بالحق، إن لم تفضح عن شعور أمريكي بالذنب والإحراج بعد الانسحاب غير المسؤول من "اتفاقية باريس"، فإنها كشفت عن حقيقة أن بعض السياسيين الأمريكيين هم التهديد الحقيقي للحماية البيئية العالمية.

لاحظ الجميع أن بعض الساسة الأمريكيين استغلوا الجمعية العامة الأممية كمنصة دولية لتلطيخ سمعة الصين، بغية كسب المصالح الشخصية عبر الركوع أمام القوى المناهضة للصين، وصرف أنظار المواطنين عن المشاكل الداخلية المتراكمة. غير أن الحقيقة ستبقى كما هي، حيث حققت الصين إنجازات ملموسة في مجال حماية البيئة.

في الصين نص الدستور على أهمية الحضارة البيئية وأصبح المفهوم التنموي المتمثل في "المياه والجبال الخضراء تعني الجبال الذهبية والفضية" أرضية مشتركة للشعب كله، وانخفض معدل انبعاث الكربون لوحدة الناتج المحلي بنسبة 45.8% عام 2018 مقارنة مع عام 2005، ما يساوى تقليل انبعاثات الكربون بحجم 5 مليارات و260 مليون طن، وحتى نهاية عام 2019 وصل معدل المعالجة غير الضارة للنفايات الصلبة البلدية في الصين إلى حوالي 99 بالمئة، وتلقى ذلك المجهود اعترافا واسعا من المجتمع الدولي.

​تعليق:من المهدد الحقيقي للجهود العالمية في حماية البيئة؟

وخلال هذه الدورة من الجمعية العامة الأممية، أكد شي جين بينغ الرئيس الصيني بوضوح أن الصين تعمل لوقف زيادة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 وتحقيق تحييد الكربون قبل عام 2060، وجسد هذا التعهد مسؤولية الصين باعتبارها دولة كبرى ونال ترحيبا عاما من المجتمع الدولي.

الأرض هي موطن البشر للبقاء على قيد الحياة، والاعتزاز بالأرض هو الخيار الوحيد للبشرية. وفقًا لأحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن العالم سيشهد أكثر خمس سنوات حرارةً على الإطلاق. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إن التقرير يُظهر أن أزمة المناخ ليست موجودة فحسب، بل إنها تزداد سوءًا أيضًا. وهذا يعني أن الفترة الزمنية المتاحة للبشرية للتعامل مع أزمة المناخ محدودة للغاية. في هذا المنعطف الحرج، إذا أصر السياسيون الأمريكيون على تجاهل بقاء الأجيال القادمة ومصير ديارهم على الأرض من أجل مصالحهم الخاصة، واستمروا في التصرف بتهور والتهرب من مسؤولياتهم، ليس فقط سنشهد اشتعال النيران جراء حريق كاليفورنيا، بل ربما سيكون الاشتعال مصير مستقبل الكوكب بأسره. هل يستطيع السياسيون الأمريكيون تحمل هذه المسؤولية التاريخية التي لا تطاق؟


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق