تعليق: مصطلح "أمريكا أولاً" تهديد للسلام العالمي

في المناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى الزعيم الأمريكي خطابًا يجمع بين الغطرسة والتحيز والأكاذيب، وتحدث عن القضية النوويةالإيرانية، ومكافحة الإرهاب، وتقاسم الإنفاق العسكري لحلف الناتو، ما أظهر أنانية مصطلح "أمريكا أولاً" وهيمنته، وأثار اشمئزازاً واسع النطاق في المجتمع الدولي.

تعليق: مصطلح "أمريكا أولاً" تهديد للسلام العالمي

ومن المعروف أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018م، ولم تعد جزءاً منه، ومع ذلك، أرسل وزير الخارجية مايك بومبيو رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، يطلب فيها بشكل تعسفي تفعيل آلية فرض جميع العقوبات على إيران، وهو ما عارضته الغالبية العظمى من الدول الأعضاء بالمجلس.

بعد ذلك، لجأت حكومة الولايات المتحدة من جانب أحادي إلى فرض عقوبات على إيران، ما كشف أكثر عن صورتها الحقيقية كمخرب للسلام والاستقرار العالميين.

على الرغم من أن الحكومة الأمريكية تريد عزل إيران، فإن المواجهة الدبلوماسية التي سببتها المحاولة الأمريكية لاستعادة عقوبات الأمم المتحدة على طهران قد تكون الصورة الأكثر وضوحًا لعزلة الولايات المتحدة في النظام العالمي، كما علقت "نيويورك تايمز".

وحول ما يسمى "إنجازات مكافحة الإرهاب"، التي ادعاها الزعيم الأمريكي، فإنه في خطابه، لم يتباه فقط بقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، بل زعم أيضًا أن التنظيم دُمّر "بنسبة 100%".

وفي الواقع، إن مقتل البغدادي لا يعني اختفاء "الدولة الإسلامية"، بل على العكس من ذلك، كما أشار العديد من خبراء مكافحة الإرهاب، ويجب على المجتمع الدولي أن يحافظ على درجة عالية من اليقظة ضد الاتجاه التطوري لاستقلالية التنظيمات المتطرفة المنبثقة عنه وتوطينها في أماكن أخرى أو "دمجها في تنظيمات أخرى".

ويمكن ملاحظة أن الزعم الأمريكي بتدمير تنظيم "الدولة الإسلامية" بنسبة مائة بالمائة هو مجرد تفاخر ومبالغة، وليس أكثر من محاولة للتعويض عن بعض الإنجازات السياسية.

تعليق: مصطلح "أمريكا أولاً" تهديد للسلام العالمي

وقد استخدمت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية تعبير "ملابس الإمبراطور الجديدة" لوصف خطاب الزعيم الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلة إنه تبجح بالإنجازات أمام زعماء الحكومات في جميع أنحاء العالم، مثله مثل الإمبراطور العاري في الحكاية القديمة، فتحتَ قيادته، لم تعد الولايات المتحدة داعماً للتعاون الدولي، بل أصبحت أكبر معوق له.

كذلك أشار موقع "فوكس نيوز" الإخباري الأمريكي إلى أن لهجة الزعيم الأمريكي لا تتناسب مع أجواء التعددية التي تعهدت بها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وفي الحقيقة، لقد أدرك العالم من خلال خطاب الزعيم الأمريكي بالجمعية العامة أن جوهر مفهوم "أمريكا أولاً" هو الأحادية والهيمنة، وأدرك أن بعض السياسيين الأمريكيين لا يدخرون جهدا لتحويل "أمريكا أولاً" إلى "تهديد أمريكي"، ما يؤثر على النظام الدولي ويهدد السلام العالمي.

وفي ظل هذه الخلفية، دعت هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إعادة تأكيد التزامه الجماعي بالتعددية، ما يعتبر وقفة موحدة ضد الأحادية بلا شك.

وأخيراً، لقد حان الوقت لإسدال الستار على هذه المهزلة السياسية الهادفة لفرض الهيمنة، التي تحمل اسم "أمريكا أولاً"!


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق