بقلم/مشيرة جيوي

سجلت الصين 637 مليون سائح محلي اثناء عطلة مهرجان منتصف الخريف واليوم الوطني التي تلقب بالاسبوع الذهبي واستغرقت ثمانية أيام، ووفقا لحسابات معهد أبحاث السياحة الصينية. لم ينقطع سيل الزوار في المدينة المحرمة ببكين؛ واستقبلت مدينة تشانغجياجيه أكثر من 1.38 مليون سائح خلال الأيام الأربعة الأولى فقط للعطلة في المكان الذي شهد من قبل تصوير مشاهد فيلم ((Avatar))؛ كما كان يتم مسبقا حجز عدد السياح بالكامل كل يوم في برج يلو كرين بمقاطعة هوبى، حيث نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية مقالا جاء فيه: "وصل عدد الحجوزات في اليوم الأول من إعادة افتتاح مركز ووهان الرياضي إلى حده الأقصى. وتزاحمت الجماهير وضجت شوارع التسوق بالزوار..."

لكن في ظل هذا التدفق السياحي، لم تحدث حالات إصابة بالوباء في الصين. وفقا للبيانات الصادرة عن اللجنة الوطنية للصحة، فإن الحالات المؤكدة حديثا على مستوى البلاد في الفترة من 1 إلى 8 أكتوبر كلها حالات وافدة. لماذا؟ السبب يرجع إلى القرارات العملية للقيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني على المستوى الوطني، والتنفيذ الصارم للتدابير والاحترازات من أعلى إلى أسفل، وكذا الارادة الجماعية التي تشكل سورا حصينا في جميع أنحاء البلاد!

استطاعت الصين احتواء انتشار الوباء في غضون أكثر من شهر واحد، والسيطرة على الحالات المحلية الجديدة في حدود أرقام فردية خلال نحو شهرين، وتحقيق انتصار حاسم في الدفاع عن إقليم هوبي وحاضرته ووهان في حوالي ثلاثة أشهر.

حقيقة ان هذه النتائج ليست سهلة. خلال عطلة عيد الربيع هذا العام، كانت "مكافحة الوباء بالبقاء في المنازل" خيارا لمعظم الناس؛ وخلال عطلة عيد العمال، كان لا يزال خطر عودة الوباء مقلقا. أما الآن وبعد أشهر قليلة فقط، خرج الناس من منازلهم واستمتعوا بإجازاتهم.

إن ثقة الصين والشعب الصيني لم تتحقق من نجاح البلاد في الوقاية من الوباء ومكافحته فحسب، بل أيضا من الحكمة والانضباط والمسؤولية الصينية وراء مكافحة الوباء. هذا هو مفتاح النجاح لتَصدُر الصين دول العالم في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه والتعافي الاقتصادي.