بسبب الظروف الطبيعية والأسباب التاريخية، كانت منطقة التبت الذاتية الحكم تعاني من صعوبات شديدة في التخلص من الفقر. ولكن بفضل تنفيذ العديد من إجراءات الحكومة خلال السنوات الأخيرة، قضت التبت تاريخياً على الفقر المدقع في نهاية عام 2019، الأمر الذي يعد معجزة أخرى للحد من الفقر حققتها الصين.

يصادف اليوم(17 أكتوبر) الذكرى السابعة لليوم الوطني الصيني لمساعدة الفقراء والذكرى ال28 لليوم الدولي للأمم المتحدة للقضاء على الفقر. ووفقا لمعيار الفقر الدولي البالغ 1.9 دولارا أمريكيا لكل فرد يومياً، حدده البنك الدولي، تخلص أكثر من ثمانيمائة مليون صيني من الفقر على مدار الأربعين عاماً الماضية بعد تنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، وهو ما يمثل أكثر من 70% إجمالي عدد المتخلصين من الفقر في العالم كله في نفس الفترة. وبعد اكتمال مهمة القضاء على الفقر المدقع بصورة شاملة في هذا العام، ستحقق الصين هدف الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد وستقدم مساهمة كبيرة في القضية العالمية بشأن الحد من الفقر.

لماذا تستطيع الصين تحقيق نتائج ملحوظة في الحد من الفقر؟ في المنتدى رفيع المستوى لعام 2015حول الحد من الفقر والتنمية، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه أن الصين تنفذ سياسة مساعدة الفقراء عن طريق التنمية، وتعتبر التنمية طريقا أساسيا لحل مشكلة الفقر. ومن خلال التنمية الاقتصادية السريعة، وفرت الصين عددا كبيرا من فرص العمل، الأمر الذي زاد من دخل السكان بصورة ديناميكية، وشكل سوقا استهلاكية هائلة داخل الصين، فحقق الحد من الفقر بشكل كبير.

وجدير بالذكر أن الابتكار التكنولوجي يؤدي دورا مهما في الحد من الفقر في الصين. وطبقت الصين الاقتصاد الرقمي المزدهر في إجراءات الحد من الفقر، وساهمت ب"التجربة الصينية" في هذه القضية العالمية. مثلا، استخدمت الصين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة لتوسيع طرق بيع المنتجات الزراعية في المناطق النائية بشكل كبير.

ولا يزال القضاء على الفقر تحديا كبيرا يواجه العالم حاليا. وبينما تعمل الصين على القضاء على الفقر، تعمل أيضا على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب لدعم ومساعدة عدد كبير من البلدان النامية، ولا سيما البلدان الأقل نموا، من أجل القضاء على الفقر.

وفي الوقت نفسه، دعت الصين إلى إنشاء بنك التنمية الجديد لدول بريكس والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وقد قامت بشكل مشترك ببناء "الحزام والطريق" مع دول أخرى لخلق بيئة جيدة للحد من الفقر في البلدان النامية ومساعدتها على الاندماج في سلسلتي الإنتاج والتوريد العالميتين، لتعزيز قدراتها التنموية.

"فتح باب القضاء على الفقر بمفتاح التنمية". وستستخدم الصين هذا المفتاح الذهبي لتعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي، وتوسيع قنوات جديدة للتعاون والتبادلات الدولية في الحد من الفقر، وتقديم "مساهمة الصين" في القضاء على الفقر على نطاق عالمي.