تعليق: بومبيو.. متى ستغير الحرباءُ لونها؟

أين ذهب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو؟كان هذا موضوعاً لنقاش مستخدمي الإنترنت الأمريكيين في الأيام الأخيرة.
ففي الماضي، كان بومبيو يستغل دائمًا القضايا الساخنة لإطلاق تصريحات متطرفة وكسب الشهرة، ولكنه "اختفى" خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
ورغم أنه لم يدل بتصريحات علنية، فإن بعض تغريداته الأخيرة مثيرة للاهتمام.
ففي الثاني من نوفمبر الجاري، قبيل الانتخابات الرئاسية، وعندما كانت هناك تحذيرات متكررة من أعمال الشغب في الولايات المتحدة، نشر تغريدة تكلم فيها عن أعمال الشغب التي وقعت في الانتخابات التنزانية قبل أسبوع.
وفي اليوم الثاني من الانتخابات الأمريكية، قال دونالد ترامب، إنه سيرفع دعوى قضائية في المحكمة يطالب بإيقاف تلقي بطاقات الاقتراع بالبريد اعتبارًا من الساعة 4 من صباح الرابع من نوفمبر، بينما طالب بومبيو على تويتر قادة كوت ديفوار في غرب إفريقيا بضرورة الالتزام بالعملية الديمقراطية وسيادة القانون.
بعد ذلك بيومين، نشر بومبيو تغريدة قال فيها: "يحق للبيلاروسيين تحديد مسار التنمية الخاص بهم من خلال انتخابات نزيهة وحرة".
ماذا يقصد بومبيو بهذه التغريدات؟ذكرت وسائل إعلام أن تغريداته ووزارة خارجيته مقصود بها استفزاز ترامب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدلي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتصريحات لاذعة ومتطرفة.
فقبل خمس سنوات، أي أثناء خوض دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية، كانت انتقادات بومبيو لترامب لاذعة للغاية.غير أنه بعد تقلد ترمب منصب الرئيس، حاول الاقتراب منه بكل الوسائل الممكنة، ليصير أحد أكثر الأشخاص الذين يثق به ترامب.
لكن هذه كلها مظاهر سطحية.
وقد قال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه ((ذكريات في البيت الأبيض))، إن بومبيو سبق أن سلمه ورقاً، كتب عليه "هو (ترامب) أحمق حقاً".
ليس هذا فحسب، بل إن بومبيو كان يستهين بسياسة ترامب الدبلوماسية، واصفاً إياها بأنها "فاشلة تماماً".
وفي عملية الانتخابات الرئاسية، عندما طالب ترامب بوقف عد الأصوات، صرحت "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، التي دعاها بومبيو لمراقبة الانتخابات، أن عد الأصوات لم يتوقف، واتهمت في تقرير لها هذه التصرفات بتلطيخ نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.وتشير الدلائل المختلفة إلى أن بومبيو، الحرباء، على وشك "تغيير لونه" مرة أخرى.
أما غرضه الحقيقي، فقد تكهنت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية بأنه يستعد للانتخابات الرئاسية في عام 2024م.
وبومبيو لا يسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية من خلال "تغيير لونه" فحسب، بل يستخدم أيضًا هذه "المهارة" في المجال الدبلوماسي لنشر الفوضى في العالم.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مباشرة إلى بومبيو بأنه "أسوأ وزير خارجية في التاريخ الأمريكي"، ما دفع بالسياسة الخارجية الأمريكية إلى طريق مسدود ولتصل درجة عزلة الولايات المتحدة إلى ذروة تاريخية.لقد كان يسعى في تأجيج النيران وخلق المعارضة، ولم يتردد في استخدام سياسة الإكراه والإغراء مع الدول الأخرى، حتى مع حلفاء بلاده.وبسبب الأقوال والأفعال السخيفة لبومبيو ومَنْ على شاكلته، تدهورت صورة الولايات المتحدة في السنوات الأربع الماضية.وأظهر استطلاع صادر عن مركز بيو للبحوث، في الـ16من سبتمبر الماضي، أن الموقف الإيجابي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية إزاء الولايات المتحدة انخفض إلى مستوى قياسي، ومنذ عام 2016 انخفض معدل الثقة العالمية تجاهها 50 بالمئة.
وفي الحقيقة إن اعتماد بومبيو على تغيير لونه كل حين هو المبدأ الأساسي للسياسة الأمريكية، حيث حصل بعض الساسة على تأييد الجماهير من خلال الشعبوية المتطرفة، وتصرفات بومبيو في الشؤون الخارجية تؤكد سعيه إلى نقل الشعبوية المتطرفة من داخل الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية.
وعموماً، فلننتظرْ ونرَ متى ستتحرك الحرباء لتغيير لونها؟

 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق