تعليق: الولايات المتحدة.. انقساماتٌ تتصاعد ومجتمعٌ يزداد تمزقاً!!

"ما تركه دونالد ترامب في فترة رئاسته هو إيقاع الولايات المتحدة في حالة خراب، حيث لم تتفاقم الانقسامات إلى هذه الدرجة منذ الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب".

جاء هذا في مقال نشرته صحيفة ((لوفيغارو)) الفرنسية، في يونيو الماضي، حول الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة حالياً، مشيرة صراحة إلى أن التوجه السياسي للقادة الأمريكيين أدى إلى ظهور "الدولة الأمريكية المنقسمة".

تعليق: الولايات المتحدة.. انقساماتٌ تتصاعد ومجتمعٌ يزداد تمزقاً!!

وأثبتت التطورات بعد ذلك بنصف عام، خاصة الفوضى في الانتخابات الرئاسية، أن هذا الحكم ليس مبالغاً فيه.

وقد ازداد التمزق في المجتمع الأمريكي بشكل مستمر، وأعربت وكالة رويترز عن أسفها لهذا قائلة، إنه سيكون من الصعب شفاء أمريكا المنقسمة.

أولا وقبل كل شيء هناك اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، في ظل وباء كوفيد-19، حيث يتزايد عدم المساواة في الدخل في الولايات المتحدة بشكل متواصل، وأصبحت الفجوة بين الأغنياء والفقراء هائلة، كما يتدهور الأساس الاجتماعي والاقتصادي للديمقراطية الأمريكية حالياً.

ووفقًا لتقرير صادر عن معهد أبحاث السياسات الأمريكية (IPS) في نهاية نوفمبر، منذ اندلاع الوباء في مارس حتى 24 نوفمبر، تضخمت ثروات 650 مليارديراً في الولايات المتحدة بأكثر من تريليون دولار، ليبلغ إجماليها نحو 4 تريليونات دولار .

تعليق: الولايات المتحدة.. انقساماتٌ تتصاعد ومجتمعٌ يزداد تمزقاً!!

وفي تناقض صارخ، عانت العائلات الأمريكية العادية من أزمة مالية حادة بسبب مكافحة الحكومة الأمريكية غير الفعالة للوباء، كما أن عدد العاطلين عن العمل وصل إلى عشرات الملايين.

وتسمح هذه البيانات للناس برؤية أمريكا على حقيقتها حيث "الأغنياء يزدادون ثراء، والفقراء يظلون في فقرهم، والطبقة الوسطى تتقلص".

وهذا يفسر من جانب آخر سبب غضب المجتمع الأمريكي وتصاعد الشعبوية.

فعلى وجه الخصوص، تقلص عدد أبناء الطبقة الوسطى، التي تعد عامل استقرار في المجتمع الأمريكي، إلى أقل من 50 %، ما أضعف بشكل كبير الأساس الاجتماعي للديمقراطية الأمريكية وزاد من الاستقطاب السياسي في البلاد.

تعليق: الولايات المتحدة.. انقساماتٌ تتصاعد ومجتمعٌ يزداد تمزقاً!!

وبسبب نتائج الانتخابات الرئاسية، أشعل الحزبان الجمهوري والديمقراطي "حربًا كلامية"، واندلعت المظاهرات في العديد من الأماكن، ونزل أشخاص من مختلف الأطياف السياسية إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم، ما أدى إلى صراعات عنيفة، ما جعل بعض وسائل الإعلام الأمريكية تقول بظهور "دولتين أمريكيتين".

ويبدو أن الأمل أصبح عملة نادرة بالنسبة للأمريكيين، وإذا لم يحدث تغير جوهري في البيئة السياسية المحلية، فإن التناقضات العميقة ستبقى دون تغيير.

ويجب على الإدارة الأمريكية القادمة أن تستمع إلى نصيحة صحيفة لوفيجارو التي أكدت أن الشرط الأول للقوة العظمى هو الوحدة، وأن الأولوية القصوى هي "عودة الولايات المتحدة الأمريكية".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق