قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الثلاثاء (15 ديسمبر)، إنه ينبغي على الصين وتشيلي المضي قدما بروح الريادة التقليدية لهما والدخول في عصر أكثر روعة في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
جاء هذا في مكالمة هاتفية مع نظيره التشيلي سيباستيان بينيرا، حيث أشار شي إلى أن تشيلي هي أول دولة قارية في أمريكا اللاتينية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأن العلاقات بين البلدين تعد نموذجًا للتضامن والتعاون المربح للجانبين بين الصين ودول أمريكا اللاتينية.
وأضاف أنه منذ مطلع هذا العام، تعاون البلدان في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتصدي للتحديات، الأمر الذي أظهر الصداقة العميقة بين شعبي البلدين والتي تتسم بالتضامن والدعم المتبادل.
ولفت إلى أن الجانبين بحاجة إلى تحليل تطور العلاقات بينهما منذ أن أسسا علاقاتهما الدبلوماسية قبل 50 عامًا، والاستفادة من ذلك في المضي قدمًا في تقليدهما المُتبع المتسم بالجرأة في تولي زمام المبادرة، ودفع شراكتهما الاستراتيجية الشاملة إلى عصر أكثر روعة.
وشدد شي على أن الصين تُنشئ نمطًا جديدًا للتنمية وتعزز الإصلاح والانفتاح عند نقطة انطلاق أعلى، الأمر الذي سيوفر سوقًا وفرص تنمية أكبر لصالح تشيلي ودول أخرى في أرجاء العالم كافة.
وأضاف أنه يجدر بالجانبين تعزيز التضافر بين استراتيجياتهما الخاصة بالتنمية وإطلاق العنان لإمكانيات تطوير اتفاقية التجارة الحرة بينهما،على نحو كامل.
وأعرب شي عن استعداد الصين لزيادة الاستثمار في تشيلي في مجالات الزراعة والتعدين والبنية التحتية وغيرها من المجالات، وإنشاء مجالات نمو جديدة للتعاون الثنائي كالابتكار العلمي والتكنولوجي والاقتصاد الرقمي. كما دعا إلى بذل جهود منسقة لتعميق التبادلات والتعاون في مجالات مثل الثقافة والتعليم والصحة والسياحة،وعلى الأصعدة المحلية.
وقال إن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع تشيلي في تطوير واستخدام اللقاحات، وتقديم أكبر قدر من الدعم والعون، في ضوء ما تسمح به قدراتها، إلى تشيلي أثناء مكافحتها مرض (كوفيد-19).
كما اقترح شي أن يكثف الجانبان الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا العالمية كالتنمية المستدامة وتغير المناخ، ويدعما معا التعددية والتجارة الحرة، معرباً عن أمله في أن يواصل الجانب التشيلي دوره الإيجابي في التعاون الشامل بين الصين وأمريكا اللاتينية.
من جانبه، قال بينيرا إنه طيلة خمسين عامًا من العلاقات الدبلوماسية، أصبحت الصداقة بين الجانبين أقوى، وتوطدت الثقة السياسية المتبادلة بينهما، كما أن التعاون بينهما في شتى المجالات حقق نتائج إيجابية.
وذكر أن تشيلي تقدر الإنجازات الاستراتيجية الهامة التي حققتها الصين على جبهات مثل مكافحة (كوفيد-19) واستعادة النمو الاقتصادي، مضيفا أن إعلان شي الحديث فيما يتعلق بالتدابير الجديدة التي اتخذتها الصين بشأن مساهماتها المقررة وطنيا للتصدي لتغير المناخ، قدم إسهامات هامة جديدة للعالم.
وأعرب رئيس تشيلي عن ثقته في أن صياغة الصين وتنفيذها للخطة الخمسية الرابعة عشرة سيمدان بلاده وبقية بلدان العالم بمزيد من الفرص.
كما أكد استعداد بلاده لتعزيز الحوار والتعاون مع الصين، والمشاركة بفعالية في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وحماية نظام للتجارة العادلة والحرة على نحوٍ مشترك، ودفع الاتصال والتنسيق بشأن القضايا الرئيسية كالتنمية المستدامة وتغير المناخ، والعمل معًا من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي إشارته إلى أن الصين لديها حضارة قديمة ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، أعرب بينيرا عن إيمانه بأن الصين ستقدم إسهامات أكبر للنهوض بالحوكمة العالمية والاستجابة بشكل أكثر فعالية للتحديات العالمية.
وفي اليوم ذاته، تبادل الرئيسان أيضا رسائل التهنئة بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، واتفقا على اعتبار هذه المناسبة نقطة انطلاق جديدة لتعميق تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وتشيلي، والحفاظ على استدامتها.