عاد مسبار "تشانغ آر-5" حاملاً عينات من القمر، وصلت الغواصة المأهولة "فندوتشه" (المناضل) إلى أعماق البحار بعشرة آلاف متر تحت سطح البحر، وتم ابتكار الكمبيوتر الكمي "جيو تشانغ" باعتباره أسرع جهاز حاسوب كمي في العالم، وتم اكتمال شبكة "بيدو" العالمية للملاحة بالأقمار الصناعية... وظهرت الإنجازات العلمية والتكنولوجية الصينية البارزة بالتتابع في عام 2020، الأمر الذي جعل الابتكار العلمي والتكنولوجي يزيد من قدرة الصين على إفادة العالم.

خلال السنوات الخمس الماضية، ازداد إجمالي نفقات البحث والتطوير في الصين من 1.42 تريليون يوان إلى 2.21 تريليون يوان، وارتفع معدل مساهمة التقدم العلمي والتكنولوجي من 55.3٪ إلى 59.5٪، كما ارتفع ترتيب مؤشر الابتكار العالمي إلى المرتبة 14. وتُظهر سلسلة من البيانات أن الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين تحسن سواء كان عدده أو جودته، مما أثبت مكانتها كرائدة للابتكار في العالم.

تعود هذه الإنجازات التاريخية أولاً إلى تمسك القيادة الصينية بالابتكار باعتباره القوة الدافعة الأولى للتنمية. كما تؤكد مقترحات "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية الصادرة في نهاية أكتوبر الماضي على الالتزام بالموقف الأساسي للابتكار في الوضع العام لحملة التحديث في الصين، واعتبار الاعتماد الذاتي العلمي والتكنولوجي بمثابة دعم استراتيجي للتنمية الوطنية. وقالت صحيفة "ليانهي زاوباو" في سنغافورة في تعليق لها إن الصين قد حددت مسار التنمية عالية الجودة التي يقودها الابتكار التكنولوجي.

في الوقت نفسه، إن الإنجازات التي حققها الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين لا تنفصل عن حماية حقوق الملكية الفكرية. أظهر التقرير السنوي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية حول "مؤشرات الملكية الفكرية العالمية" الصادر في ديسمبر الجاري أن عدد طلبات براءات الاختراع التي تلقاه مكتب الدولة للملكية الفكرية في الصين بلغ 1.4 مليون في عام 2019، ولا يزال يحتل المرتبة الأولى في العالم. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الصين لتحسين نظام حماية حقوق الملكية الفكرية في مجالات جديدة مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجينية، وهذا يوفر بلا شك "طمأنة" للكيانات المبتكرة ذات الصلة.

إن اهتمام الصين بالابتكار المستقل،  لا يعني أنها  ستنفصل عن العالم ، بل يدل على أنها تبتكر في بيئة مفتوحة. في الواقع ، في سياق العولمة الاقتصادية، تكون عناصر الابتكار أكثر انفتاحًا وانسيابا. كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ ، لا يمكن لأي بلد أن يصبح مركز الابتكار المستقل أو يتمتع بإنجازات الابتكار وحده ويجب أن تفيد إنجازات الابتكار العالم كله ، بل ألا تصبح كنزًا مدفونًا في كهف.

الانفتاح يجلب التقدم والابتكار يقود المستقبل. في الوقت الحالي، لا يمكن إيقاف موجة التقنيات الجديدة التي تمثلها إنترنت الأشياء، و5G، والذكاء الاصطناعي. ستعتمد الصين، التي توشك على دخول مرحلة جديدة من التنمية، على الابتكار التكنولوجي لتوفير المزيد من "الكنوز" المشتركة للعالم ما يشجع العالم على الخروج من الضباب والعودة إلى الحيوية والنشاط في أسرع وقت ممكن.