إذا استعرضنا التاريخ الأمريكي، الذي شهد مجازر ضد الهنود الحمر وتجارة العبيد لأفارقة، فسنجد أن الأقليات العرقية لم تحظ بمكانتها الطبيعية حتى يومنا هذا، وذلك يتمثل في عدم الإنصاف في تنفيذ القوانين، واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وتدني جودة الرعاية الصحية، ناهيك عن تعرض سكان الأقليات العرقية لمعاناة بليغة في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، التي تعتبر القوة العظمى الوحيدة في العالم.
يظهر الفرق على أساس اللون في كل نواحي الحياة الأمريكية، وفي نفس الوقت تزداد حاليا حوادث مأسوية تسببها الكراهية ضد الأقليات القومية، وإلى جانب ذلك تتعرض الأقليات القومية لتمييز خفي في التشغيل والراتب والقروض وغيرها من المجالات.
من منطلق اعتبارات مثل المفاهيم التقليدية والمصالح الخاصة، وبغض النظر عمن في السلطة، لم يسع كلا الحزبين في الولايات المتحدة إلى حل قضية العنصرية بصدق. كلما اندلع صراع عنصري، كانوا يميلون إلى طمأنة الشعب من خلال تصريحات فارغة لكنها صحيحة سياسيا، محاولين إخفاء الأزمة المتأصلة في النظام الديمقراطي الأمريكي. هذا يجعل قضية العنصرية تيارات خفية في المجتمع الأمريكي، تهوج وتفجر المشاعر الشعبية في أي وقت وتسرع تمزيق المجتمع الأمريكي.

إذا رفض أصحاب السلطة والقرار الأمريكيون مراجعة العوامل التاريخية وانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية وعيوب الهيكل السياسي وغيرها من الأسباب وراء مظاهر العنصرية، فسيبقى هذا السرطان جرحا دائما يزعج جسد المجتمع الأمريكي.