"الشراكة عبر الأطلسي يتم الحفاظ عليها فعليًا من خلال أجهزة دعم الحياة"..
هذا هو تقييم وسائل إعلام أوروبية للعلاقات الأمريكية الأوروبية في السنوات الأربع الماضية.الآن وقد اكتمل تسليم السلطة في الولايات المتحدة، هل هناك نقطة تحوُّل تكون منطلقاً لرأب الصدع عبر المحيط الأطلسي؟
خلال الأيام الماضية، أخَّرت شركة فايزر الأمريكية تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 إلى الدول الأوروبية، ما أثار غضب العديد منها.
ورغم أن الشركة أوضحت أن المشكلة تتعلق بخط الإنتاج ليس إلا، يعتقد المحللون أنها اضطرت إلى تأخير توريد اللقاح إلى أوروبا، لأنها أعطت الأولوية للولايات المتحدة.وفيما يتعلق بمكافحة الوباء، وهي قضية حياة وموت، فإن خيانة الشركات الأمريكية لأوروبا ستلقي دون شك بظلالها على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومن الواضح أنه لا يمكن تحقيق تحول في العلاقات الأمريكية الأوروبية من "المواجهة" إلى "العناق" بمجرد تغيُّر القادة.
فمن ناحية، هناك مشاكل قديمة تعرقل العلاقات بين الجانبين لاتزال موجودة، سواء ما يتعلق بإعانات شركات الطيران أو الضرائب الرقمية أو مشروع نورد ستريم 2، ومن المرجح أن الولايات المتحدة وأوروبا لن تستسلما بسهولة في هذه القضايا.
علاوة على ذلك، يواجه صانعو السياسة الأمريكيون والأوروبيون ضغوطًا داخلية، وقد شهدت الولايات المتحدة صعود القوى المحافظة واتساع الفجوات بين طبقات المجتمع المختلفة، ببنما في أوروبا ارتفعت الأصوات المنادية باستقلال القرار والتحرر من القيود الأمريكية.
ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من الوضع الدولي الحالي، اتجه تركيز الاستراتيجية الخارجية للولايات المتحدة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومن غير الواقعي زيادة استثماراتها الاقتصادية والعسكرية في أوروبا.
في الوقت نفسه، تزعزعت أيضًا أسس الرأي العام الراغب في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأظهر استطلاع للرأي نشره مؤخرًا المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن معظم الأوروبيين يرون الولايات المتحدة غيرَ جديرة بالثقة.