إذا كانت "المصالح" هي الكلمة الأساسية للإدارة السابقة للولايات المتحدة، فمن الواضح أن "القيم" وضعت في مكانة بارزة من قبل الإدارة الجديدة للولايات المتحدة.
سواء أ كان الخطاب الأخير للرئيس جو بايدن حول السياسة الخارجية في وزارة الخارجية أو الإجراءات المكثفة للفريق الدبلوماسي الأمريكي بعد توليه منصبه، فقد تم نقل رسالة مهمة: إصلاح العلاقات مع الحلفاء يمثل أولوية على جدول أعمال الحكومة الأمريكية الحالية، ويشير هذا إلى هدف أكثر إلحاحًا : إعادة بناء تحالف مع "الديمقراطية" كقيمة أساسية له.
أعربت دول الاتحاد الأوروبي بسرعة عن آراءها. في 5 فبراير، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنه على الرغم من وجود الكثير من الإجماع بين أوروبا والولايات المتحدة، لا تزال أوروبا بحاجة إلى "سياسة مستقلة" تجاه الصين. في 4 فبراير، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا عن نفس الموقف، قائلاً إنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يتمتع بنفس القيم مع الولايات المتحدة، فلا ينبغي أن يتحد مع الولايات المتحدة ضد الصين. ويؤكد هذا أيضًا رأي مقال "نيوزويك" الأمريكية، أي أن فكرة إنشاء الولايات المتحدة "تحالف قيم" لن تكون جذابة للغاية لأوروبا المعاصرة، خاصة أنها تضخم أهمية الأفكار الديمقراطية في السياسة الخارجية الأوروبية.
في عصر العولمة، تترابط مصالح جميع البلدان، وأدرك العالم أهمية التضامن والتعاون بشكل عميق بسبب مرض فيروس كورونا الجديد. في الواقع، أكد بايدن ضرورة التعاون مع الصين، فلماذا تختار الدول الأخرى مواجهة الصين لصالح الولايات المتحدة وتضر بنفسها؟ قال Jorge Guajardo ، السفير المكسيكي السابق لدى الصين إن "ما هو الهدف لمطالبة دول العالم بالتخلي عن الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي ينمو في العالم؟ التحالف مع الولايات المتحدة؟ لقد أثبتت الحقائق أن الولايات المتحدة ليست شريكة موثوق بها.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كيسنجر إنه ليس من الحكمة تشكيل تحالف لاستهداف دولة معينة ونبذ التحيز الايديولوجي وادارة الخلافات والتركيز على التعاون هو ما يريده الشعب وكذلك الاتجاه العام.