تعليق: هدفنا الكواكبُ والنجوم.. التعاون الصيني العربي في استكشاف الفضاء يتمتع بآفاق واسعة!!

أصبح استكشاف كوكب المريخ، مؤخراً، موضوعاً ساخناً بين الصينيين والعرب، ففي التاسع والعاشر من فبراير الجاري، دخل المسباران الإماراتي والصيني بنجاح مدار كوكب المريخ، وأصبح البلدان الخامس والسادس اللذين يصلان إلى هناك على التوالي.

تعليق: هدفنا الكواكبُ والنجوم.. التعاون الصيني العربي في استكشاف الفضاء يتمتع بآفاق واسعة!!_fororder_VCG111300981285

ونهنئ الصين والإمارات العربية المتحدة بحرارة على تحقيق هذه الاختراقات التقنية الكبيرة، ونتمنى بصدق أن يكملا عملهما على المريخ بنجاح تام، ونتطلع إلى التعاون المستقبلي بين الصين والدول العربية في مجال استكشاف الفضاء.
والأمتان الصينية والعربية تمتازان بتاريخ طويل وحضارة رائعة، وقد بدأ الأجداد الصينيون والعرب ينظرون إلى النجوم منذ أقدم الأزمان، واستمروا في استكشاف أسرارها، ففي القرن الرابع قبل الميلاد، طرح الشاعر الصيني العظيم تشيوي يوان سلسلة من الأسئلة في قصيدة طويلة بعنوان "تيانون"، محاولًا إزالة تناقضات الأساطير القديمة واستكشاف حقيقة حركة الشمس والأرض والقمر والنجوم، ومن ثم حملت مهمة استكشاف المريخ الصينية في الوقت الحالي اسم هذه القصيدة الطويلة.

ومنذ ذلك الحين، واصل العلماء الصينيون القدماء استكشاف أسرار الشمس والقمر والكواكب، وصمموا أدوات تحاكي حركة الكون وتتنبأ بالزلازل، ووضعوا تقويماً يحدد المواسم بدقة للاستفادة منه في شئون الزراعة.

وبالنسبة للأمة العربية، فبعد خروجها من عصر الجاهلية وقيام دولتها العظيمة، سرعان ما حولت انتباهها إلى النجوم وحققت إنجازات فلكية رائعة في العصر الذهبي الإسلامي، ما جعل دمشق وبغداد مركزين لأبحاث علم الفلك في العالم.
وجدير بالذكر أن التعاون في مجال الفلك كان دائمًا من أبرز التبادلات الثقافية بين الأمتين الصينية والعربية، وقد جلب العرب التقويم الإسلامي إلى إمبراطورية تانغ الصينية في وقت مبكر من القرن السابع الميلادي.

وبالمقارنة مع التقويم الصيني التقليدي في ذلك الوقت، فإن التقويم الإسلامي كان أكثر دقة في التنبؤ بخسوف الشمس والقمر ومسارات الكواكب، لذلك ازداد اهتمام الصينيين بهذا التقويم مع مرون الزمن.

وبعد القرن الثالث عشر، وفي ظل الدعم النشط من الحكومة الصينية، عمل العديد من علماء الفلك العرب لفترة طويلة في المرصد الفلكي الصيني الرسمي، وتعاون علماء الفلك من الصين والدول العربية معًا لصياغة تقويم أكثر دقة، أصدرته الحكومة المركزية للتطبيق على المستوى الوطني، ما عزز التنمية الاقتصادية للمجتمع الزراعي.

تعليق: هدفنا الكواكبُ والنجوم.. التعاون الصيني العربي في استكشاف الفضاء يتمتع بآفاق واسعة!!

وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين والدول العربية التعاون في مجال الفضاء، ففي عام ٢٠١٧م تم إطلاق ألكوم سات ١ الجزائري بواسطة الصاروخ الحامل الصيني "لونغ مارتش ٣ب"، وفي عام ٢٠١٨م جُهز القمر الصناعي الصغير الذي أُطلق خلال المهمة الصينية لاستكشاف القمر "تشانغ آه ٤" بكاميرا سعودية، لالتقاط أول صورة للقمر في المملكة، ومنذ عام ٢٠١٦م كان نظام "بيدو" الملاحي الذي طورته الصين بشكل مستقل جزءًا مهمًا من التعاون الصيني العربي، وهو النظام الذي كسر الاحتكار الغربي لتكنولوجيا الملاحة الدقيقة، وهو يخدم الصين والدول العربية في بناء مبادرة "الحزام والطريق" لتحقيق الازدهار المشترك فيها.

ويجب أن نعترف أنه في العصر الحديث، وبسبب عوامل تاريخية متعددة، تخلفت الصين والدول العربية نسبيا في مجال التكنولوجيا.

فخلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حقق الإنسان تقدماً سريعاً في مجال استكشاف الفضاء، ولكن التقنيات المتطورة مثل رحلات الفضاء المأهولة، والهبوط على سطح القمر والكواكب، واستكشاف الفضاء العميق، احتكرها عدد قليل من الدول الغربية المتقدمة. 

لذا غمرتنا الفرحة عندما استطاعت الصين والدول العربية تحقيق اختراقات في هذا المجال في الفترة الأخيرة، فظهور المسبارين الصيني الإماراتي على مدار المريخ في الوقت نفسه هو أفضل دليل على هذا الزخم الذي يبعث على الرضا.

ونعتقد أن التعاون بين الصين والدول العربية سوف يتوطد ويتعمق استناداً إلى ما حققه الجانبان من نجاح في مشاريع مثل "تشانغ آه" و"بيدو"، وسيعمل الشعب الصيني والشعوب العربية معاً ليحتلوا مكانة بارزة على الصعيد العالمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتطورة مثل استكشاف الفضاء

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق