كم أنفق المستهلكون الصينيون البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تحمل اسم (عام البقر)؟

الجواب هو: أكثر من 800 مليار يوان صيني!

ووفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، مساء الأربعاء (17 فبراير)، ارتفعت المبيعات المجمعة لشركات التجزئة والتموين في الصين بنسبة 28.7 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 821 مليار يوان (حوالي 127.5 مليار دولار أمريكي) أثناء الأسبوع الذهبي لعيد الربيع، الأمر الذي يجعلنا نتوقع أن الاستهلاك سيواصل ضخ زخم متصاعد في الاقتصاد الصيني في العام الجديد.

وتجاوزت المبيعات عبر الإنترنت بمختلف أنحاء البلاد 122 مليار يوان خلال الفترة نفسها، وارتفعت مبيعات الطعام عبر الإنترنت بنسبة 135 في المائة مقارنة بعطلة عيد الربيع العام الماضي، حيث طلب المزيد من الصينيين وجبات طعام جاهزة عبر منصات التجارة الإلكترونية أو منصات توصيل الأغذية عبر الإنترنت.

وذكرت وزارة التجارة أن مبيعات المنتجات المتعلقة بعشاء ليلة رأس السنة الجديدة التقليدي زادت بنسبة 54.9 في المائة على أساس سنوي خلال العطلة.

ويعد عيد الربيع أو بداية العام القمري التقليدي الصيني الجديد مناسبة مهمة للمِّ شمل الأسر، وقد وافق ال 12 فبراير الحالي، وشجعت العديد من القطاعات في جميع أنحاء الصين السكان والعمال المهاجرين على البقاء في أماكنهم لقضاء العطلة للحد من تنقل المواطنين والسيطرة على انتشار وباء كوفيد-19.

وبالإضافة إلى ذلك، أصبح الاستهلاك الناشئ، مثل المتميز والتجريبي والذكي، من أبرز السمات الاستهلاكية خلال عطلة عيد الربيع هذا العام.

وذكر تقرير استهلاك عيد الربيع الصادر عن شركة علي بابا أن أجيال ما بعد التسعينيات ومواليد القرن الحادي والعشرين في مكانة مركزية بالأسرة، حيث امتاز استهلاك سلع عيد الربيع بخصائص الشباب والذكاء، فتجاوز معدل نمو استهلاك "السلع فائقة التكنولوجيا" مثل الروبوتات الكاسحة وروبوتات تنظيف النوافذ 100% و300% على أساس سنوي، وزادت مبيعات أجهزة تنظيف الأرضيات 18 مرة.

ويعكس التصاعد التدريجي للاستهلاك خلال عيد الربيع التحسُّن المستمر في معيشة الشعب الصيني، حيث يسعى 1.4 مليار نسمة إلى حياة أفضل، ويشكلون القوة الدافعة الذاتية القوية للاقتصاد الصيني، ففي عام 2020، وعلى الرغم من تأثيرات الوباء، وصلت نسبة الإنفاق الاستهلاكي النهائي للصينيين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 54.3%، وهو أعلى مستوى في السنوات الأخيرة.

والاستهلاك المزدهر في عيد الربيع لعام 2021م يؤكد أن السوق الاستهلاكية في الصين ليست ضخمة الحجم فحسب، بل لديها أيضاً إمكانات أكبر.

ولا شك في أن السوق المحلية الضخمة وإمكانات الاستهلاك المتواصلة توفران دعماً مهماً لدخول الصين مرحلة التطور الجديدة وبناء نمط التنمية الجديد.

وباعتبارها صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن السوق الاستهلاكية المزدهرة في الصين هي أيضًا خبر جيد للاقتصاد العالمي، فمع تزايد حاجة المستهلكين الصينيين إلى الجودة، ازداد طلبهم بصورة مستمرة على المنتجات المستوردة.

وإذا تفهمت الشركات العالمية احتياجات المستهلكين الصينيين ورغباتهم وإمكانات السوق الصينية، ستجدها حقاً سوقاً عالمية زاخرة بالحيوية والفرص.