تعليق: الصورة الإيجابية للصين لدى العرب تضع أساسا متينا من الثقة في بناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول العربية

تعليق: الصورة الإيجابية للصين لدى العرب تضع أساسا متينا من الثقة في بناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول العربية_fororder_webwxgetmsgimg (5)

بقلم مشيرة جيوي

 
أجرت "الباروميتر العربي"، وهي مصدر رئيسي للبحث الكمّي في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، استطلاعات ممثلة للمستوى الوطني في ست دول، هي الجزائر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس، لقياس توجهات وآراء المواطنين العاديين نحو الصين والولايات المتحدة.
يتضح من نتائج الاستطلاع أن الرأي العام العربي يميل إلى الصين. إذ يفضل الصين النصف أو أكثر في 3 دول – الجزائر (60 بالمئة)، المغرب (52 بالمئة)، تونس (50 بالمئة). بالمقارنة، فإن أقل من الثلث يفضلون الولايات المتحدة الأمريكية في الدول الست جميعاً، وتتراوح النسبة من 28 بالمئة في المغرب إلى 14 بالمئة في ليبيا.
إن صداقة الشعوب تحمل المفتاح الرئيسي للعلاقات السليمة بين دولة وأخرى. تعكس هذه البيانات بلا شك حقيقة أن الصداقة الصينية العربية متجذرة بعمق في قلوب الناس. في يوليو 2018، اقترح الرئيس شي جين بينغ العمل بجد لبناء مجتمع ذي المصير المشترك بين الصين والدول العربية لأول مرة عند حضوره حفل افتتاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، الامر الذي لقي استجابة إيجابية من الدول العربية. منذ انتشار فيروس كورونا عبر العالم عام 2020، قدمت الصين كمية كبيرة من المساعدات المادية لمكافحة الوباء إلى الدول العربية، وأرسلت فرق خبراء طبيين إلى 8 دول عربية، وعقد الجانبان أكثر من 40 ندوة علمية متخصصة. علاوة على ذلك، تعاونت الصين في مجال اللقاحات مع مصر والإمارات والبحرين والمغرب ودول أخرى. كما قدمت الدول المعنية دعمًا قويًا للصين بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية. إن الصين والدول العربية تتشاركان السراء والضراء وتتبادلان الدعم القوي والتعاون الوثيق، وهذه صورة حية للمصير المشترك للصين والدول العربية.
كما نعلم جميعًا، لعبت الولايات المتحدة دائمًا دورًا مهيمنًا في الشرق الأوسط على مدى العقود القليلة الماضية، وهي أكبر مدمر للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. في هذا الصدد، لدى روبنز، رئيس الباروميتر العربي، فهم عميق. وفي مقابلته مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال: "الصين قوة صاعدة في المنطقة"، مشيرا إلى أنه "لأن الصين دولة كبيرة وليست مستعمرة"، فإن شعوب المنطقة يعلقون آمالاً كبيرة عليها، وهذه نقطة تختلف بشكل واضح عن الغرب. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الصين أيضًا نموذجًا تنمويًا جذابًا للغاية. "في السنوات الأربعين الماضية، انتشلت ما يقرب من مليار شخص من الفقر. وبالنظر إلى التحديات الاقتصادية في الشرق الأوسط، فإن شعوب المنطقة متأثرة بالنموذج الصيني."
ان القيم المتشابهة تقرب القلوب. كأمتي  حضارة وتاريخ عريق، تؤمن كل من الصين والدول العربية بالأيديولوجية البسيطة المنبثقة من التسامح مع الآخرين ومساعدة المحتاجين، والدرجة العالية من الإنطباع الجيد للصين لدى العرب والتي أظهرتها استطلاع الرأي هي دليل على ذلك، كما أنها تشكل أساسا متينا من الثقة يواصل الجانبان عليه إجراء التعاون متبادل المنفعة والتنمية المشتركة وتعزيز بناء مجتمع ذي المصير المشترك بين الصين والدول العربية بشكل مستمر وعملي.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق