تعليق: معاً سنمضي قدماً على الطريق في ضوء رؤية مشتركة!!

تعليق: معاً سنمضي قدماً على الطريق في ضوء رؤية مشتركة!!_fororder_VCG111313547845

  بقلم/ هارون يان

بالنسبة إلى دولتين أو حتى شخصين، لا يمكن المضي في الطريق قدماً معاً إلا في ضوء رؤية مشتركة.وبمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، تبادل الرئيس شي جين بينغ رسائل التهنئة مع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك أمس الاثنين.

وقال شي في رسالته، إنه يولي اهتماماً بالغاً لتطوير العلاقات بين البلدين، وأكد استعداده للعمل مع الشيخ نواف لاتخاذ الذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية فرصةً لإحياء الصداقة التقليدية وتعميق التعاون في شتى النواحي في إطار البناء المشترك لمبادرة "لحزام والطريق" وجلب الفوائد للدولتين والشعبين معاً.

ومن جانبه، لفت الشيخ نواف إلى استقرار العلاقات بين الكويت والصين وتحقيقها تطوراً مستمراً، معرباً عن تطلعه إلى توسيع مستوى التعاون الثنائي وترقيته في جميع المجالات.وفي اليوم نفسه، تبادل رسائلَ التهنئة كلٌّ من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وعضو مجلس الدولة وزير الخارجية وانغ يي ونظيره الكويتي أحمد الناصر الصباح.

وبالإضافة إلى ذلك، زار عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يانغ جي تشي الكويت خلال أول جولة له خارج البلاد بعد عيد الربيع الصيني هذا العام.

وأثبتت التبادلات والزيارات الوثيقة بين قادة الدولتين الرغبة المشتركة في تعميق الشراكة الاستراتيجية في العصر الجديد.لقد كانت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، كما تعتبر أول دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا توقع وثيقة تعاون مع الصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 50 عامًا، حافظ الجانبان دائمًا على التفاهم والدعم المتبادلين في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، وأصبحا نموذجًا للعلاقات الودية بين الدول.

وفي عام 2018، أعلن زعيما البلدين عن إقامة الشراكة الاستراتيجية الصينية الكويتية، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.كذلك تتعمق العلاقات بين الصين والكويت بشكل متواصل في ضوء توافق كبير في الرؤية التنموية للبلدين.

إن عام 2035م يحظى باهتمام خاص من الطرفين، ففي "رؤية دولة الكويت لعام 2035"، كان سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يهدف إلى تحويل الدولة إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار.

ومن بين مرتكزات هذه الرؤية، الاقتصاد المتنوع المستدام، والبيئة المعيشية المستدامة، والبنية التحتية المتطورة، والرعاية الصحية عالية الجودة، ورأس مال البشري الإبداعي، والمكانة الدولية المتميزة...

ويتوافق هذا بشكل كبير مع رؤية "الأهداف الطويلة الأجل لعام 2035"، التي ستعمل الصين من خلالها على تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي في الموعد المحدد.وما طرحته الصين من أهداف طويلة الأجل بالإضافة إلى مبادرة "الحزام والطريق" ونمط التنمية القائم "التداول المزدوج"، الذي يتخذ من السوق المحلية دعامة أساسية ويسمح للسوق المحلية والأسواق الأجنبية بدفع بعضمها البعض، يوفر بإمكانات كبيرة للتضافر مع "الرؤية الوطنية 2035" للكويت، ويمثل بقوة دافعة قوية للتعاون العملي بين البلدين.

والصين تعتبر أكبر شريك تجاري غير نفطي للكويت، وقد بلغ حجم التجارة الثنائية في عام 2020م بين البلدين 14.3 مليار دولار أمريكي، أي زاد بأكثر من 70 ضعفاً عما كان عليه عند إقامة العلاقات الدبلوماسية.

وتضامنت الدولتان معاً لمواجهة وباء كوفيد-19 منذ اندلاعه، حيث تبرعت الكويت بمواد وقائية وطبية للصين في لحظة فاصلة في معركة مكافحتها ضد الوباء، كما أرسلت الصين فريقًا من الخبراء الطبيين إلى الكويت لدعمها في مقاومة المرض، حيث تعد الدولة الخليجية الوحيدة التي يعمل فيها فريق طبي مبعوث بالحكومة الصينية، ما عزز بقوة التبادلات والتعاون في المجال الطبي والصحي بين البلدين.

ومن المتوقع افتتاح أول مركز ثقافي صيني في الخليج العربي بالكويت هذا العام، ما سيعزز التفاهم المتبادل بين الشعبين.وبفضل الاهتمام الكبير والدعم المشترك من قادة الجانبين، حقق التعاون الثنائي في بناء "الحزام والطريق" تقدماً مطرداً، وأحرز إنجازات مثمرة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتمويل والعلوم الإنسانية وغيرها.

وبمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أعرب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عن أمله في تعزيز مستوى العلاقات الاستراتيجية بشكل شامل.

وأشاد وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر الصباح بالعلاقات الثنائية، معتبراً إياها نموذجًا للعلاقات بين دول العالم.

وقال أول قنصل عام للكويت في مدينة شنغهاي الصينية مشعل مصطفى الشمالي، إن الشركات الصينية تكلفت بناء77 مشروعًا مهمًا في الكويت، مشيراً إلى أن التعاون بين الجانبين ستكون أمامه آفاق أوسع بعد مواءمة "الرؤية الوطنية 2035" مع مبادرة "الحزام والطريق".إن العام الجاري له مغزى فريد لكلا البلدين، حيث ستحتفل الصين بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي، كما ستحتفل الكويت بالذكرى الستين لاستقلالها.

وبإرشاد قادة الجانبين، ومن خلال البناء المشترك لـمبادرة "الحزام والطريق" والكفاح ضد وباء كوفيد-19، سيتواصل تعميق التعاون والتكاتف لتحقيق الخطتين التنمويتين اللتين صاغهما البلدان لعام 2035م.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق