تعليق: التنمر الأمريكي مصدر معاناة الشعب السوري

تعليق: هيمنة التنمر الأمريكي مصدر معاناة الشعب السور_fororder_324001.JPG

قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة في مقابلة أجرتها معه قناة "الإخبارية" السورية في الأسبوع الماضي إن "الأمريكيين وأتباعهم يتصرفون تصرف القراصنة في استهداف الثروة النفطية السورية، وبواخر الإمدادات إليها". كما كشف الوزير أن المناطق الخاضعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي تحتوي على ما يزيد عن 90% من الاحتياطي النفطي لسوريا، والخسائر الإجمالية لقطاع النفط المباشرة وغير المباشرة في سوريا تجاوزت 92 مليار دولار.

لا يختلف سلوك الجيش الأمريكي المتمثل في احتلال أراضي دولة أخرى ونهب ثرواتها عن سلوك القراصنة. والغرض من ذلك هو تدمير الاقتصاد السوري من ناحية، وتوفير الإمدادات المجانية لقواتها المتمركزة في الخارج من ناحية أخرى. منذ عام 2011، نُهبت موارد النفط السورية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، ثم سُرقت من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. في الوقت الحالي، تحتل قوة عسكرية أمريكية عددها نحو 900 رجل وحلفاء أكراد محافظتي الحسكة ودير الزور في شمال شرق سوريا. وقال محافظ الحسكة غسان خليل، لوسائل الإعلام الشهر الماضي: "تسرق يومياً من الحقول النفطية نحو 140 ألف برميل، بمشاركة وتسهيل من الاحتلال الأميركي الداعم للميليشيا، ومعلومات مؤكدة عن وجود خزّانات في منطقة طراميش القريبة من نهر دجلة في مدينة المالكية، يتمّ عبرها تهريب النفط باتجاه الأراضي العراقية."

بالإضافة إلى النهب الصارخ، أغرقت العقوبات الأمريكية سوريا في أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. دخل ما يسمى بـ"قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيز التنفيذ في يونيو من العام الماضي. وتغطي العقوبات المضافة في القانون جميع مجالات الاقتصاد السوري تقريبًا وجميع الشركات والأفراد الأجانب المرتبطين بالحكومة السورية. في العام الماضي، تراجعت قيمة العملة السورية بشكل حاد، وارتفعت أسعار البضائع ونقصت الإمدادات بشدة، وانغمس عدد كبير من السوريين في براثن الفقر.

تعليق: هيمنة التنمر الأمريكي مصدر معاناة الشعب السور_fororder_324002.JPG

نفذ ترامب الذي هتف شعار "أمريكا أولا" سياسة "الدبلوماسية المغلقة" وفرض عقوبات شديدة في محاولة للذهاب بمفرده والاستيلاء على ثروات سوريا والحفاظ على هيمنته في البلاد. ماذا فعل جو بايدن، الذي يدعي الآن أن "أمريكا عادت"، تجاه سوريا بعد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة؟ في 25 فبراير الماضي، قصفت الولايات المتحدة بنى تحتية تستخدمها فصائل مسلحة موالية لإيران في شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل 22 من الميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية. حقا عادت الولايات المتحدة بنيران المدفعية والحرب! يبدو أن الشعار يتغير، لكن الولايات المتحدة، التي تقوض بشكل تعسفي قواعد العلاقات الدولية وتنتهك سيادة الدول الأخرى، لن تتغير.

كان أول عمل عسكري أمر به بايدن بعد وصوله إلى السلطة موجهاً إلى سوريا، ما يظهر أيضاً أن الولايات المتحدة ستستعيد مظهر "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" ولن تتخلى بسهولة عن محاولتها الإطاحة بالنظام السوري. لكن الولايات المتحدة والدول الغربية كثيرا ما فرضت عقوبات وشنت ضربات جوية على سوريا، ماذا جلبت الحرب التي طال أمدها للشعب السوري؟ قُتل 350 ألف شخص في الحرب ونزح الملايين في البلاد. في الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب الأهلية السورية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يُعاني منه الشعب السوري بأنه "أخطر جريمة في العالم في هذا القرن". كما قال غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، "ستصبح المأساة السورية واحدة من أحلك فصول التاريخ الحديث ".

لقد أثبتت الوقائع أن التنمر المهيمن من قبل الولايات المتحدة لا يجلب "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" لسوريا، بل يجلب الكوارث المدمرة والحياة الكارثية! إذا لم تنتِه التنمر الأمريكي، فإن الطريق إلى السلام في سوريا سيبقى طويلاً.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق