بقلم مشيرة جيوي
أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني يوم الثلاثاء (6 ابريل) كتابا أبيض بعنوان "التخفيف من حدة الفقر: تجربة الصين ومساهمتها" حيث يظهر أنه منذ الإصلاح والانفتاح، تم انتشال 770 مليون فقير ريفي في الصين من براثن الفقر وفقًا لمعايير الفقر الحالية. ووفقًا لمعايير الفقر الدولية للبنك الدولي، يمثل الناس الذين يغادرون عتبة الفقر أكثر من 70 ٪ من سكان العالم الذين يتلخصون من الفقر على نفس الفترة لإكمال هدف التخفيف من حدة الفقر المطروح في "أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030" قبل موعده المحدد بـ10 سنوات. لم تتمكن أي دولة من انتشال هذا العدد الكبير للناس من براثن الفقر في فترة قصيرة من الزمن. الصين بصفتها أكبر دولة نامية في العالم وتمثل خمس سكان العالم، أعلنت عن تحقيق نجاح كامل في القضاء على الفقر المدقع. في الوقت نفسه، تقترح الصين بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية بدون فقر للتنمية المشتركة، لإظهار مسؤوليتها والتزامها بقضية الحد من الفقر في العالم. لقد انخفض عدد السكان الفقراء في العالم بفضل انتصار الصين في حربها ضد الفقر ما جلب الأمل للمجتمع الدولي بأسره.
قبل اندلاع وباء كوفيد-19، كان أكثر من 55 مليون شخص في الشرق الأوسط يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وفقًا لبيان تقرير عامي 2019-2020 من "مسح التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية" الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، فالمنطقة تواجه فقرًا متزايدًا، حيث سيصل متوسط معدل الفقر في عام 2021 إلى 32٪، الامر الذي يؤثر على 116 مليون شخص. نشر الإعلامي الإماراتي يوسف شريف تعليقاً في صحيفة "البيان" الإماراتية بعنوان "تجربة الصين: تستحق التعلم"، قائلاً: "القضاء على الفقر مشكلة عالمية. فكلما زاد عدد سكان الدولة زادت صعوبة التخلص من الفقر". "كدولة كثيفة السكان، لم تقع الصين في شرك ضغوط عدد كبير من السكان، بل حولت مواردها البشرية الوفيرة إلى قوة دافعة للتنمية الاقتصادية." ويرى يوسف أن تجربة الصين في التخفيف من حدة الفقر "تستحق أن يتعلم منها العرب".
إذن، ما هي تجارب صينية التي يمكن التعلم منها من أجل التخفيف من حدة الفقر؟
أولاً، بذل كل الجهود لتشجيع الناس على عيش حياة كريمة. كما كشف إسلامي العيادي الخبير في الشؤون الصينية في الجامعة العربية الأمريكية في فلسطين ان الصين تغلبت على تأثير وباء كورونا وحققت نصرا شاملا في محاربة الفقر، مما يدل على قيادة الحزب الشيوعي الصيني وتفوق النظام الاشتراكي ذي الخصائص صينية. لقد ظل الحزب الشيوعي الصيني يضع الحق في البقاء والتنمية في المقام الأول، والسعي لضمان وتحسين معيشة الناس، بحيث تعود نتائج التنمية بالفائدة على جميع الناس بشكل أكثر إنصافًا، ويخرج جميع الفقراء من دائرة الفقر.
ثانياً، وضع الحد من الفقر في مكانة مرموقة في الحوكمة وادارة البلاد. في "الخطة الخمسية الثالثة عشرة"، إعتبرت الصين التخفيف من حدة الفقر موضوعا مهمًا وتخفيف حدة الفقر بالنسبة للفقراء كمؤشر ملزم. ووقع قادة المقاطعات والمناطق والمدن على "خطاب المسؤولية عن التخفيف من حدة الفقر" وأصدروا أوامر على مستويات مختلفة. وفقًا لاتجاه العصر، تبنت الحكومة الصينية عددًا من الإجراءات الشاملة في التخفيف من حدة الفقر مثل: تعزيز نقل الصناعة الأولية بقوة إلى الصناعات الثانوية والثالثية؛ التوسع المستمر في نسبة الطبقة الوسطى في المجتمع، مما يجعلها أساس الاستقرار الاجتماعي للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر.
اضافة الى ذلك، قضت الصين على الفقر وحلت مشكلة عدم التوازن والقصور من خلال التنمية. تعلق الصين أهمية كبيرة على تطوير التعليم المهني لتمكين الناس من السيطرة على القدرة على التخلص من الفقر ومنع انتقال الفقر بين الأجيال؛ وتحول تخفيف حدة الفقر من اسلوب "نقل الدم" إلى "تكوين الدم"، ليوفر ضمانًا قويًا.
كما تتمسك الحكومة الصينية بالمبدأ التوجيهي للتخفيف الدقيق للفقر وتقوم بأعمال التخفيف من حدة الفقر وفقا للظروف المحلية من خلال دراسة الموارد الطبيعية والظروف السكانية للمناطق المختلفة. نتيجة لذلك، تستغل جميع مناحي الحياة مزاياها المهنية للتخفيف من حدة الفقر عن طريق الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والصحة والاستهلاك. لكل دولة ومنطقة ظروف مختلفة، ويجب أن تصوغ بشكل علمي معايير وأهداف واستراتيجيات الحد من الفقر، وأن تواصل ابتكار مفاهيم وأساليب ووسائل للحد من الفقر.
واليوم، انتشرت الخبرة التي تولدت من ممارسات مكافحة الفقر في الصين للعالم، لاثراء النظريات والأفكار الخاصة بالحد من الفقر العالمي، وتوسيع أساليب التخفيف من حدة الفقر في مختلف البلدان. أقرّت الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانا بشأن القضاء على الفقر الريفي، يحتوي على مفهوم "التخفيف الدقيق للفقر". وتعمل الصين يدا بيد مع العالم في طريق واسع للتنمية المشتركة، لمواصلة التحرك نحو مستقبل أفضل بدون فقر.