مثل العنقاء التي تستطيع الولادة من جديد من رماد النار في الأساطير العربية القديمة، أعادت مقاطعة هوبي التي تقع في وسط الصين حيويتها وازدهارها بعد مكافحة وباء كوفيد-19.
خلال فعالية خاصة نظمتها وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين لتقديم مقاطعة هوبي أمام العالم، تحت عنوان "هوبي البطولية: تولد من جديد لتحقيق أمجاد جديدة"، تثبت الحقائق أن الوباء يمكن التغلب عليه، ويمكن إعادة الازدهار بعد هزيمته.
في نهاية عام 2019، في مواجهة تفشي مرض كوفيد-19، ظلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وفي القلب مها الرفيق شي جين بينغ، تضع سلامة حياة الشعب في المقام الأول. وقررت الصين بحزم إغلاق مدينة ووهان حتى مقاطعة هوبي كافة لقمع تفشي المرض، بينما أرسل إليها بشكل مستمر 346 فريقا طبيا و42.6 ألف عامل طبي مع المواد الخاصة بمكافحة الوباء، حيث كان كل أبناء المجتمع، سواء أ كانوا أفراد الطواقم الطبية أو المتطوعين في الأحياء السكنية، يعملون بصورة مشتركة لإنقاذ كل مريض ورعاية كل مصاب بفيروس المرض، من المولود البالغ عمره 30 ساعة فقط إلى المسن البالغ عمره أكثر من مائة سنة، حتى الأجانب الذين يشتغلون في الصين. وفي 8 أبريل عام 2020، تم إلغاء إغلاق مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بعد أن امتد 76 يوماً. وحقق أبناء المقاطعة الذين بلغ عدد سكانها 61 مليون نسمة نجاحا حاسما بتضحياتهم وتفانيهم البطوليتين للوقاية من الوباء والسيطرة عليه.
وتتمسك الأمة الصينية بالروح المتمثلة في بذل الجهود القصوى في سبيل التقدم منذ القدم، ولم تتراجع أمام أي صعوبات أو مخاطر. رغم أن الوباء ترك جروحا عميقة لمقاطعة هوبي، غير أنه بفضل سياسات دعم الدولة، حققت إنجازات مدهشة. وخلال الأيام العشرة بعد إلغاء إغلاقها، ارتفعت نسبة إعادة تشغيل المؤسسات الصناعية المتوسطة والكبيرة من 10% إلى أكثر من 90%، فتعافت السلسلة الصناعية بسرعة.
وفي عام 2020، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمقاطعة 95.6% من نظيره في العام السابق، وسجل حجم واردات وصادرات التجارة الخارجية لها نموا إيجابيا، بينما وصل إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية إلى 1798.49 مليار يوان.

وفي الوقت الذي كافحت فيه هوبي الوباء، تغلبت أيضا على الفيضان الناجم عن أكبر هطول للأمطار بعد تأسيس الصين الجديدة، بينما تم انتشال الفقراء المتبقين وعددهم 58 ألف فقير، من الفقر المدقع، الأمر الذي جعل المقاطعة تتخلص من الفقر المدقع تماماً. هكذا، حققت هوبي نجاحا بطوليا في مكافحة كل من الوباء والفيضان والفقر.
وبعد قمع تفشي المرض، أطلقت هوبي مسيرتها الجديدة للتعافي الاقتصادي والاجتماعي فوراً، ولم تتوقف عن تطورها بسبب الوباء فحسب، بل تتقدم بخطوات أوسع نحو التنمية عالية الجودة.
وباعتبارها مدينة استراتيجية مهمة في "الحزام والطريق" ومدينة محورية في الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، تؤدي ووهان دورا استراتيجيا مهما في نهضة المناطق الوسطى والتنمية المشتركة للمدن المطلة على المجرى الوسطى لنهر اليانغتسي ومشروعي المنطقة النموذجية الوطنية للابتكار المستقل والمنطقة التجريبية الوطنية للتجارة الحرة وغيرها. بينما جذبت بيئة الأعمال المتميزة عالميا 321 شركة متعددة الجنسيات من قائمة أسماء Fortune 500 للاستثمار في هوبي، وأنشأت مقارها الإقليمية ومراكزها للبحث والتطوير في ووهان.
أثناء مكافحة الوباء في هوبي، مد أعضاء المجتمع الدولي أيادي المساعدة إليها واحدة تلو الأخرى، وقدمت 77 دولة و12 منظمة دولية مساعدات إليها. وأضاءت الإمارات العربية المتحدة ومصر وغيرهما من الدول العربية برج خليفة وبرج القاهرة وغيرهما من المباني الشهيرة وعرضت شعارات عليها لتشجيع ووهان والصين لمكافحة الوباء.
كذلك، شاركت الصين تجاربها في مكافحة الوباء مع أكثر من 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية، وقدمت المعونات ل150 دولة و9 منظمات دولية، وانضمت إلى "كوفاكس" (المبادرة العالمية لضمان الوصول السريع والمنصف إلى لقاحات كوفيد-19 لجميع البلدان)، متعهدة بجعل اللقاحات منتجا عاما عالميا. وحتى 8 مارس عام 2021 ، تبادلت الصين خبراتها في مكافحة الوباء علمياً وتكنولوجياً مع أكثر من 30 دولة، وأجرت أبحاثًا علمية مشتركة مع العديد من البلدان، وشاركت في 10 مجموعات عمل تابعة لمنظمة الصحة العالمية، وتلقت تقديرا عاطرا من النظراء الدوليين. وقد نجحت الصين في إنتاج العديد من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وبخصوص لقاح ساينوفارم فقط، تم استخدامه في 50 دولة ومنطقة حتى 28 مارس عام 2021.
وخلال فعالية وزارة الخارجية الصينية لتقديم مقاطعة هوبي أمام العالم، أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن هذا المرض غير المسبوق جعلنا ندرك بعمق أن العالم مجتمع مصير مشترك بالفعل، مشيراً إلى أن الصين ستتمسك بالتضامن وتبادل المساعدة المتبادلة والتعاون مع الدول الأخرى من أجل تحقيق نصر نهائي على المرض، وستلتزم أيضا بالانفتاح والتعاون، والعمل مع البلدان الأخرى لتعزيز تعافي الاقتصاد العالمي. وستواصل الصين تعزيز انفتاحها على العالم الخارجي، وتمضي قدما في تعميق التعاون متبادل النفع مع البلدان الأخرى وضخ مزيد من القوة الدافعة في تعافي الاقتصاد العالمي، منوها إلى أن البلاد سترفع عاليا راية مجتمع المصير المشترك للبشرية، وتتمسك بمبادئ التشاور المكثف والإسهامات المشتركة وتشاطُر المنافع، وتعمل لحماية النظام الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز نظام الحوكمة العالمية.
عاد الربيع إلى الأرض مرة أخرى. ونرحب بكم لزيارة مقاطعة هوبي البطولية لمشاركة فرص التنمية وفتح آفاق أكثر إشراقاً معاً!!