تعليق: مفارقة مضحكة.. الولايات المتحدة التي صنعت مأساة العراق مازالت تتحدث عن حقوق الإنسان!!

تعليق: مفارقة مضحكة.. الولايات المتحدة التي صنعت مأساة العراق مازالت تتحدث عن حقوق الإنسان!!_fororder_849.JPG

إذا قلنا إن الغزو الأمريكي للعراق كان أكبر انتهاك مباشر لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين، فقد لا يكون لدى الأصدقاء العرب أي اعتراض. ولقد قُتل خلال هذه الحرب عشرات الآلاف من المدنيين، وشُرد ملايين الأشخاص، فيما ظلت الدولة صانعه الحرب، وهي الولايات المتحدة، التي نصبت نفسها "أستاذ حقوق الإنسان"، تصيغ الافتراءات وتطلق الشائعات وتشهِّر بأوضاع حقوق الإنسان في الدول الأخرى، وتهدد حتى بفرض العقوبات واستخدام القوة.. أليست هذه مفارقة كبيرة ومضحكة؟!

ففي الــ 20 مارس 2003، وبحجة "انتهاك نظام صدام حسين حقوق الإنسان وامتلاكه أسلحة دمار شامل"، حشدت الولايات المتحدة قوات مشتركة لغزو العراق دون إذن من مجلس الأمن الدولي. 
ومع أن العمل العسكري الرئيسي انتهى في أقل من شهر، فإن ذلك كان مجرد بداية الكابوس بالنسبة للشعب العراقي. في ديسمبر 2011، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما النهاية الرسمية لحرب العراق، لكن حتى اليوم، لم تفِ واشنطن بالتزامها بسحب قواتها كاملة من هناك. 
وبسبب الحرب الدائمة يصعب حصر عدد القتلى من المدنيين بدقة، وهو يتراوح حسب التقديرات بين 200 ألف و250 ألفاً، بينما يبلغ عدد اللاجئين 3.25 مليون إنسان. وبالإضافة إلى ذلك، استخدم الجيش الأمريكي في الحرب عددًا كبيرًا من قنابل اليورانيوم والقنابل العنقودية وقنابل الفوسفور الأبيض، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالعراقيين.
وبعد كل هذه السنوات، أين هي "حقوق الإنسان" للشعب العراقي التي كانت واشنطن تقول إنها جاءت من أجل حمايتها؟ وهل وجدت حقاً ما تسمى أسلحة الدمار الشامل؟ ..
في الواقع، لم تكن هناك حاجة للعثور عليها، حيث كان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول قد عرض زجاجة صغيرة بها مسحوق أبيض كدليل أمام مجلس الأمن الدولي، فيما تحول إلى مزحة عالمية لفترة طويلة. وكشف الرئيس السابق دونالد ترامب النقاب عن هذه "الفضيحة الكارثية"، أثناء حملته الانتخابية، وغرد عبر تويتر مشيراً إلى أن قول كولن باول غير الحقيقي بامتلاك  نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل هو السبب في تورط الولايات المتحدة وذهابها لغزو العراق..
وفي الواقع، إن تحليل الأسباب الحقيقية وراء شن الحرب ضد العراق قد ظهر بشكل متكرر في تقارير وسائل الإعلام، وبالتأكيد لدى الأصدقاء العرب فهم أعمق لهذا الأمر. ونحن نتساءل، هل غاب التحريض الأمريكي يوماً عن أيٍّ من الصراعات والاضطرابات، التي وقعت في العديد من دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة؟! ففي ال 6 إبريل الجاري، كشفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، في خطاب ألقته في شيكاغو، عن السبب الحقيقي وراء الحروب الخارجية المستمرة للإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود الماضية، حيث قالت: "لقد شاركتُ في العديد من المؤتمرات حول السياسة الخارجية، ومنذ سنوات عديدة، خاضت الأجيال حروبًا من أجل النفط..."
قد تكون لدى البعض شكوك بهذا الشأن، حيث لم يستحوذ الجيش الأمريكي على نفط العراق بشكل مباشر بعد احتلاله. ولكن في الواقع، ومنذ إنشاء منظومة البترودولار في السبعينيات، يتوجب تسوية تجارة النفط بالدولار الأمريكي، والحفاظ على هيمنة النفط يعني الحفاظ على هيمنة الدولار، وقد ارتفعت أسعار النفط عدة مرات، عقب اندلاع حرب العراق، ما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي عدة مرات أيضاً، ويمكن أن نلاحظ كذلك أن القضاء على نظام صدام حسين كان في جوهره حفاظاً على هيمنة البترودولار.
ومن المؤكد الذي لا يحتاج دليلاً أن الولايات المتحدة لم تشن حروبًا ضد المناطق الغنية بالنفط مثل الشرق الأوسط في العقود القليلة الماضية من أجل حماية "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان". 
وحالياً، ومن أجل احتواء التنمية الصينية، تواصل واشنطن حملاتها لتشويه صورة الصين في قضايا مثل شينجيانغ وهونغ كونغ وباستخدام لافتات "حقوق الإنسان". ونحن نثق بأن الأصدقاء العرب لديهم فهم واضح جدًا لهذا النوع من الممارسات المكشوفة، كما أن الصينيين لا يخشون أبداً مثل هذه التهديدات!
 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق