تعليق:الحرب في أفغانستان التي استمرت على مدار 20 عاما هي معرض للعواقب الشريرة للتدخل الأمريكي!

 

تعليق:الحرب في أفغانستان التي استمرت على مدار 20 عاما هي معرض للعواقب الشريرة للتدخل الأمريكي!_fororder_webwxgetmsgimg

أعلن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان، الجنرال الأمريكي سكوت ميلر، يوم الأحد، بدء انسحاب منظم للقوات الأجنبية التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتسليم القواعد العسكرية والمعدات للقوات الأفغانية. ووفقًا للخطة، سوف يتم إكمال الانسحاب قبل 11 سبتمبر من هذا العام. وعندما راجع محللون مسار الحرب في أفغانستان، أشاروا إلى أنها كانت بمثابة معرض للعواقب الشريرة للتدخل الأمريكي.

قبل عشرين عاما، شنت الولايات المتحدة حرباً في أفغانستان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، ما أدى إلى مأساة إنسانية مروعة. وحسب إحصاءات مشروع "تكلفة الحرب" الذى أطلقته جامعة بوسطن الأمريكية، فإن الحرب في أفغانستان تسببت فى مقتل ما يقرب من 241 ألف شخص منذ عام 2011، من بينهم أكثر من 71 ألف مدنى. وحتى في العاصمة كابول، أصبحت التفجيرات والهجمات الإرهابية شائعة جدا، وكان السكان المحليون يعيشون معاناة مؤلمة شديدة.

واليوم، لا تزال أفغانستان واحدة من أقل البلدان نموا في العالم. من المفارقات الشديدة أن حركة طالبان ، باعتبارها الهدف الرئيسي الذي استهدفته الولايات الأمريكية  في اطلاق الحرب في أفغانستان، ، استمرت في النمو تحت حصار الولايات المتحدة ، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للحكومة الأفغانية التي تدعمها الولايات المتحدة. في وقت سابق من هذا العام ، اعترفت الرابطة الأمريكية للعلاقات الخارجية بأن حركة طالبان تمر حاليًا بأقوى فترة لها منذ غزو أفغانستان في عام 2001.

إن حرب أفغانستان ليست سوى جزء  من ممارسة الولايات المتحدة التدخل في الشوؤن الداخلية للدول الأخرى مثل العراق و سوريا و ليبيا. وغيرها ، حيث وضعت هذه الدول في الاضطراب السياسي وركود التنمية الاقتصادية وصعوبة  معيشة الشعب ، ومن هنا  يمكن للعالم أن يرى بوضوح أن الولايات المتحدة هى في الحقيقة أكبر مثير للمشاكل في العالم لخلق كارثة في مجال حقوق الإنسان، وممارسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بزعم  "الديمقراطية"، و شعار "حقوق الإنسان".

جدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية الحالية تزعم أن أحد أسباب اختيار سحب القوات من أفغانستان هو التعامل مع "أولويات أخرى" في الخارج بما في ذلك الشؤون الصينية. هذا النوع من التصريحات التي تربط انسحاب القوات من أفغانستان بما يسمى بـ "الرد على التحدي الصيني" يظهر أن صانعي السياسة الأمريكيين ما زالوا محاصرين بعمق في عقلية الحرب الباردة ولا يمكنهم تخليص أنفسهم منها. من التدخل بالقوة إلى المواجهة الأيديولوجية، بينما تتلاعب الهيمنة الأمريكية بالعالم ، فإنها ستؤذي نفسها أيضًا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق