تجربة الزراعة الصحراوية تؤتي ثمارها في الصين وينتظرها مستقبل واعد في الدول العربية

من زراعة الأرز بالمياه المالحة إلى إنتاج محاصيل متنوعة من الخضراوات، لم تتوان الشركات والمؤسسات الصينية عن بذل كل الجهد لتطوير تقنيات حديثة للزراعة الصحراوية، تتغلب بها على صعوبات نقص المياه وقلّة الأراضي الصالحة للزراعة بهدف توفير الأغذية للمواطنين. ولم تؤت هذه التقنيات والتجارب ثمارها داخل الصين فحسب، بل حققت أيضا نتائج طيبة في بعض الدول العربية التي توجد بها مساحات شائعة من الصحاري.

في إحدى ضواحي محافظة شوله بإقليم كاشغر في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غرب الصين، تساعد قاعدة إنتاج الخضار والفاكهة "شوي فا"، على زيادة إنتاج المنتجات الزراعية بشكل كبير.

تحتوي القاعدة على صوبات زراعية زجاجية مقامة على مساحة 70 ألف متر مربع ومركز لزراعة الشتلات تبلغ مساحته 6480 مترا مربعا، ويعمل فيها أكثر من 1100 فرد من مجموعات عرقية مختلفة. ومن بين صوباتها الزراعية مجموعة يُزرع بداخلها البطيخ والشمام والطماطم باستخدام تقنية الزراعة بدون تربة.

وأكد ني شيانغ شيانغ، مدير قاعدة الإنتاج، أن تقنية الزراعة بدون تربة لم تحل مشكلة نوعية التربة في أراضٍ صحراوية فحسب، بل ساهمت أيضا في ترشيد المياه، مشيرا إلى أن "هذه التقنية يمكنها أن تستخدم في أماكن أخرى ذات ظروف صحراوية".

وحاليا، تباع منتجات القاعدة للزبائن في المنطقة. كما سلط مديرها ني الضوء على أنه بعد توسيعها إلى منطقة صناعية مجهزة بورش خاصة بصناعات التجهيز الزراعي ومستودعات لوجستية خاصة بسلسلة التبريد ومراكز خدمة شاملة أخرى، ستنتج القاعدة ما يقرب من 1.5 مليون طن من الخضراوات الطازجة سنويا، وستكون قادرة على تجهيز مليون طن من الخضراوات في الورش.

وقد ساعد متخصصون صينيون في توجيه عاملين في مجال الزراعة بدول أخرى ومن بينها بعض الدول العربية إلى كيفية استخدام تقنية الزراعة بدون تربة. فعلى سبيل المثال، تقع إحدى المزارع المستخدمة لتقنية الزراعة الهوائية في الشارقة بالإمارات، وهي الوحيدة من نوعها في البلاد.

تعني تقنية الزراعة الهوائية أن جذور النباتات تنمو في مكان مغطى وغير مكشوف وأن الأنظمة الهوائية تغذي النباتات عن طريق رش الجذور، حيث يتم رش المياه المحملة بالمغذيات بشكل متقطع ومتساوٍ برشاشات مصممة خصيصا لهذه الوظيفة على الجذور لإمدادها بما يلزم من ماء ومغذيات لنمو النبات، وهو نوع جديد من الزراعة بدون تربة.

وقد نقلت لي هوا، الخبيرة التي قامت بتأسيس المشروع، هذه التكنولوجيا إلى الإمارات في عام 2015. وتم إطلاق المشروع رسميا في عام 2017، ومن منتصف عام 2018 بدأ الإنتاج التجريبي مع التغلب على الصعوبات الناجمة عن قلّة الأراضي ونقص المياه، وفي النهاية تحقق الإنتاج الضخم التجاري هذا العام.

وتتمثل مزايا التقنية في ثلاثة جوانب وهي: توفير المياه، وثبات درجة الحرارة، وكونها صديقة للبيئة.

وفي "مزرعة الفردان" في قطر، وهي إحدى البلدان الصحراوية، ساهمت التكنولوجيا الزراعية الصينية الفائقة في تحسين الفوائد الاقتصادية.

وفي تلك المزرعة التي تبلغ مساحتها مليون متر مربع، تُستخدم تكنولوجيا الزراعة المائية الصينية عالية التقنية بدون تربة على مساحة 6 آلاف متر مربع فقط، ولكن الجدوى الاقتصادية لهذا الجزء تتجاوز القيمة الإجمالية التي تحققها المساحة المتبقية.

وقال قاو يون تاو، شريك مزرعة الفردان والرئيس التنفيذي لمشاتل الزراعة المائية بالمزرعة، إنه نظرا للقبول واسع النطاق لتكنولوجيا ومنتجات الزراعة المائية بدون تربة، فقد زادت منتجات الخضراوات في المزرعة من نوعين قبل ثلاث سنوات إلى أكثر من 30 نوعا في الوقت الحالي، ونجحت المنتجات الزراعية، التي تستخدم هذه التكنولوجيا الصينية، في دخول جميع مراكز التسوق الكبرى وفنادق الخمس نجوم في قطر.

ويثق فردان فهد الفردان صاحب المزرعة، وهو رجل أعمال قطري، بأن التكنولوجيا الزراعية الصينية الفائقة لا تمثل فقط الضمان الأكثر أهمية لتطوير المزرعة، بل تقود أيضا اتجاه التنمية الزراعية في قطر ومنطقة الخليج.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق