تعليق: جولة بايدن الأوروبية تسلط الضوء على الخلافات الحقيقية داخل "تحالف القيم"

تعليق: جولة بايدن الأوروبية تسلط الضوء على الخلافات الحقيقية داخل "تحالف القيم"_fororder_497518550

حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكيل ما يسمى بـ "تحالف القيم" ضد الصين أثناء حضوره قمة مجموعة السبع، وقمة الناتو، والقمة الأمريكية الأوروبية، خلال الأسبوع الماضي. إذن ، ما  الرد الذي أعطته أوروبا للأمريكيين؟

وأوضحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل موقفها أولا، حيث أشارت أثناء حضورها قمة مجموعة السبع إلى أنه على الرغم من الخلافات مع الصين وروسيا، لا تزال مجموعة الدول السبع تأمل في التعاون مع هاتين الدولتين، خاصة في مواجهة تغير المناخ والتنوع البيولوجي. وأضافت قائلة:"إذا تركنا الصين بمفردها في هذه المجالات، فلن نتمكن أبدًا من إيجاد حل."

ومن جانبه، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  بصراحة إلى أن مجموعة السبع ليست "ناديًا معاديًا للصين"، وعلى مجموعة السبع العمل مع الصين في قضايا مثل تغير المناخ وسياسات التجارة الدولية والتنمية.

ومن الواضح أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة وأوروبا ما زالتا حليفتين فيما يتعلق بالأمن، إلا أن الاختلافات العديدة بين الجانبين جعلت "الشراكة عبر الأطلسي" تبدو وكأنها موحدة في المظهر ومختلفة في الجوهر.

تعليق: جولة بايدن الأوروبية تسلط الضوء على الخلافات الحقيقية داخل "تحالف القيم"_fororder_846993828

أولاً،  الاتجاهات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأوروبا مختلفة. لذا فإن البلدان الأوروبية ما زالت تحس مباشرة بمبدأ "أمريكا أولا" أثناء القمم.

ثانيا، المصالح الأساسية للولايات المتحدة والدول ألاوروبية مختلفة.

لقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة في العام الماضي لتصبح  أكبر شريك تجاري لأوروبا، وأصبحت مكانة الصين في  مجال مكافحة تغير المناخ عالميا لا غنى عنها.

ولذلك،  فإن عزل الصين واحتواءها ليس في صالح أوروبا، فضلا عن ذلك ، قد انخفضت مدى ثقة أوروبا في الولايات المتحدة.

تعليق: جولة بايدن الأوروبية تسلط الضوء على الخلافات الحقيقية داخل "تحالف القيم"_fororder_1899587138

والواقع أن فضيحة المراقبة الأميركية الطويلة الأمد لبعض الزعماء الأوروبيين  قد تقوض ثقة أوروبا في الولايات المتحدة، فهذا "الجرح المُميت" في العلاقات الأمريكية الأوروبية لا يُمكن اصلاحُه لمجرد زيارة بايدن هذه.

والأهم من ذلك، في ظل العلاقات الدولية المتعددة الأقطاب اليوم، أن "الدوائر الصغيرة" القائمة على الإيديولوجيا والسياسة الجماعية تتعارض مع الاتجاهات التاريخية. ومن المُحتم  أن يكون هذا عرضا سياسيا مخادعا، حتى ولو  كررت الولايات المتحدة وأوروبا شعار "تحالف القيم" بصوت مرتفع. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق