تعليق: الولايات المتحدة تستحقُّ عن جدارةٍ لقب "الدولة الأكثر فشلاً في مكافحة الوباء"!!(الجزء الرابع)

تعليق: الولايات المتحدة تستحقُّ عن جدارةٍ لقب "الدولة الأكثر فشلاً في مكافحة الوباء"!!(الجزء الرابع)_fororder_004

ما يصعب على الجميع تصديقُه هو أن أكثر من 600000 شخص فقدوا حياتهم للأسف من بين أكثر من 36 مليون مصاب بكوفيد-19 في الولايات المتحدة.

والمصير المتباين للأمريكيين في ظل الوباء نتيجةٌ حتمية ومؤسفةٌ للتمزق السياسي الشديد في البلاد، ما يبرهن مرة أخرى على فشل نظام الحكم الأمريكي.

وقد أدى الصراع العنيف طويل الأمد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى إغراق المجتمع بأسره في مستنقع التسييس الشامل، ما أسفر بدوره عن عجز الدولة التي تمتلك أفضل التقنيات الطبية والمواهب والموارد في العالم عن مواجهة الجائحة.

لقد سقط المواطنون العاديون ضحيةً للفيروس في النهاية، وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن عدد الوفيات جراء الوباء في الولايات المتحدة يمثل حوالي 14٪ من الإجمالي العالمي البالغ 4.3 مليون وفاة.

إن التشرذم السياسي يشبه مخالب الفيروس، ويمزق جوانب المجتمع الأمريكي بسرعة، فمن ناحية، تراكمت الثروة بشكل متسارع في أيدي عدد قليل من الناس، واتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ووفقًا للبيانات الصادرة عن "معهد أبحاث السياسات" وغيره من المؤسسات الفكرية الأمريكية، خلال الأشهر ال16 الماضية منذ مارس عام 2020، زاد حجم ثروات 713 مليارديرًا في الولايات المتحدة بمقدار 1.8 تريليون دولار أمريكي، حتى وصل إلى 4.7 تريليون دولار، بزيادة قدرها 60% تقريبًا..

وأظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة شيكاغو ومؤسسات أخرى أن معدل الفقر في الولايات المتحدة ارتفع بسرعة من 9.3٪ في يونيو من العام الماضي إلى 11.7٪ في نوفمبر الماضي.

ومن ناحية أخرى، اُضطر الشعب الأمريكي للتعايش مع هذا التفتت السياسي، واشتدت الانقسامات الاجتماعية والصراعات العرقية والتناقضات الإقليمية.

وبمواجهة الجائحة، لم يتردد الحزبان بمختلف الأطياف داخلهما في الولايات المتحدة، التي تعد "الدولة الأكثر تمزقاً سياسيًا في العالم"، في نشر عدد كبير من الأخبار الكاذبة، وتجاهُل الأعراف والعلم، والانغماس في إثارة الصراعات، والتحريض على حرب باردة جديدة، الأمر الذي لا يسمم البيئة المحلية للوقاية والمكافحة فحسب، بل يقوض التعاون العالمي للتغلب على الوباء.

إن مكافحة فيروس كورونا الجديد تعد المهمة الأكثر إلحاحًا لجميع الدول حالياً، ويعتبر التضامن والتعاون أقوى الأسلحة في هذه المعركة.

ومع ذلك، فإن التمزق السياسي، الذي تجاوز كل الحدود الأخلاقية في الولايات المتحدة قد أصبح يداً سوداء تكبل الوحدة العالمية في مواجهة الفيروس، ما ألحق أضراراً فادحة بالولايات المتحدة نفسها وغيرها من البلدان أيضاً.

ويجب على صانعي السياسة الأمريكيين التوقفُ عن جميع أنواع التلاعب السياسي واتخاذُ إجراءات عملية لمكافحة الجائحة، حتى لا يكرروا المآسي الإنسانية في الولايات المتحدة ذاتها وفي العالم كافة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق