حوار حصري: عميد كلية الصحة العامة بجامعة ييل: الأوساط الاستخباراتية ليس لديها قدرات لتتبع أصول الفيروس
في 27 أغسطس بالتوقيت المحلي، وبعد 90 يومًا، تم "إصدار" ملخص تقرير تتبع أصول فيروس كورونا الجديد من قبل وكالة المخابرات الأمريكية. ولم يكن غريبا أن الكلمات المتسرعة البالغ عددها 498 لا تزال غير حاسمة بشأن أصل الفيروس. فلماذا تستخدم واشنطن وكالة المخابرات لتتبع أصول الفيروس؟ لماذا تلقى العلماء الأمريكيون المنخرطون في دراسات تتبع أصول الفيروس تهديدات بالقتل؟ قبل صدور التقرير، أجرى يويوانتانتيان، وهو صاحب حساب إعلامي مشهور، حوارا مع الدكتور ستين ويلموند عميد كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأمريكية.

حوار حصري: عميد كلية الصحة العامة بجامعة ييل: الأوساط الاستخباراتية ليس لديها قدرات لتتبع أصول الفيروس_fororder_1630250354540_265_496x744


يويوانتانتيان: بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية نتائج المرحلة الأولى من دراسات تتبع أصول فيروس كورونا الجديد، طلبت الولايات المتحدة على الفور من الجهاز الاستخباراتي إجراء تقييم داخلي لتقرير التتبع لمنظمة الصحة العالمية. لماذا تستخدم الولايات المتحدة وكالات الاستخبارات لتتبع الفيروس؟ هل هناك أساس علمي لتحديد فترة 90 يومًا للخروج بنتائج؟
ستين ويلموند: الجهاز الاستخباراتي، مثل وكالة المخابرات المركزية (CIA) ، هو وكالة تحقيق تركز على المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، لكن ليس لديهم قدرات علمية كبيرة في مختبرات الصحة العامة وعلم الفيروسات. لذلك، أعتقد أن هذا التقييم الداخلي جاء استجابة لأغراض سياسية وليست علمية، لأن هناك ضغطًا سياسيًا كبيرًا جدًا داخل الولايات المتحدة. الكل يريد أن يعرف من أين جاء الفيروس، وتريد حكومة الولايات المتحدة أيضًا أن تعرف، لكنني أعتقد أن الجهاز الاستخباراتي هو الجهة الأقل قدرة على تزويدنا بأي أدلة أو تحذيرات بشأن هذا الأمر. سيكون من المفيد لمنظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمراكز الصينية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وشركاء عالميين آخرين أن يكون لديهم فهم عميق لهذه المشكلة. في رأيي، سيكون أداء العلماء بالتأكيد أفضل من وكالات الاستخبارات في هذا الأمر.
يويوانتانتيان: فيما يتعلق بمصدر الفيروس، ظهرت المزيد والمزيد من القرائن والتساؤلات تشير إلى الولايات المتحدة. يوجد الآن أكثر من 25 مليون شخص حول العالم يطالبون بإجراء تحقيق مع مختبر فورت ديتريك في الولايات المتحدة، فهل ستستجيب حكومة الولايات المتحدة لمثل هذا الرأي العام وتوافق على إجراء تحقيق في فورت ديتريك؟
ستين ويلموند: وقعت حوادث تسريبات من المختبرات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة. أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة عن حوادث تسريبات مختبرية. وفورت ديتريك هو مختبر عسكري. حدثت تسريبات في بعض الجامعات ومؤسسات البحوث العلمية أيضا. وهو أمر شائع في جميع أنحاء العالم. لذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون يقظين ونضع قواعد موحدة أكثر صرامة للعمليات المختبرية لتقليل مخاطر الحوادث في أي موقف. من وجهة نظر طبية وعلمية، يجب اتخاذ تدابير على مستويات متعددة لتقليل احتمال وقوع حوادث مختبرية، فكلما زادت الفيروسات فتكا، يجب اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمنعها.
يويوانتانتيان: كانت المناقشات حول قضية تتبع أصول الفيروس مليئة بالضوضاء والتدخلات المسيسة. من وجهة نظر عالم للأمراض المعدية، هل يمكنك مساعدتنا في القضاء على الضوضاء والإشارة إلى المسار الحقيقي والمجدي لتتبع الفيروس.
ستين ويلموند: أعتقد أن التحقيق في أصول فيروس كورونا الجديد هو أمر جيد، ولكن للأسف، أصبحت هذه القضية الآن مسيسة، وأصبحت الصحة العامة العالمية كرة قدم سياسية، يتم التلاعب بها لاكتساب مزايا سياسية. وهذا أمر مقلق حقا.
لا أفهم لماذا يجب علينا استخدام حياة الناس كأدوات للقضايا السياسية. إذا تمكنت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من التعاون لهزيمة الجدري في ذروة الحرب الباردة في الخمسينيات، فكل شيء ممكن. يتفق معي جميع أصدقائي العاملين في مجالات مثل الصحة العامة والطب والتمريض.
في الوقت الحالي، يجب أن نجمع قوة كبار العلماء في العالم، بما في ذلك علماء الأحياء، وعلماء الأوبئة، والإحصائيين، وخبراء النمذجة، وخبراء سلامة المختبرات، وخبراء تفضيلات النظام الغذائي، وخبراء تنقل السكان والحيوانات، وما إلى ذلك، لإجراء دراسات شاملة حول أصول الفيروس، ومعرفة أحوال تواجد هذا الفيروس التاجي في الثدييات، وأيضا لمعرفة المخاطر التي قد يجلبها التلوث المختبري. لأن قضايا سلامة المختبرات هي جزء معقول وضروري من كل هذه الدراسات في سياق علمي. لكن بالنسبة للتكهنات البحتة القائلة بأن الفيروس مصدره حادثة تسرب في أحد مختبرات ووهان، فلا يوجد أي دليل على ذلك. باختصار، الأمر متروك للباحثين لإجراء بعض الأبحاث الحقيقية، وليس الحديث فقط، والسماح للعلماء حول العالم بالعمل معًا للعثور على المصدر، أعتقد أنه يجب على الناس القيام بذلك. هذا رأيي.
يويوانتانتيان: شارك السيد بيتر دازاك، رئيس تحالف الصحة البيئية، وهي منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة، في المرحلة الأولى من دراسات التتبع لمنظمة الصحة العالمية في ووهان في يناير الماضي. علمنا من وسائل الإعلام الأمريكية أنه بعد عودته إلى الولايات المتحدة، تلقى تهديدات بالقتل لدعمه "نظرية الأصل الطبيعي" لفيروس كورونا الجديد. هل تشعر بنفس الضغط بسبب الموقف المسيس للحكومة الأمريكية من قضية التتبع؟
ستين ويلموند: لقد طرحت سؤالًا معقدًا للغاية. الولايات المتحدة الحالية مسيسة للغاية. هذا يذكرنا بالاستقطاب الشديد للولايات المتحدة في أواخر خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر قبل الحرب الأهلية. والوضع مختلف جدًا مقارنة بما كنت عليه عندما كنت صغيرًا ، كان هناك ليبراليون وجمهوريون ومعتدلون. والآن يبدو أن هناك عددًا أكبر من الناس على طرفي نقيض، وقليلا ما تجري المناقشات بشكل متحضر.
لقد تلقيت رسائل بريد إلكتروني كراهية. بمجرد أن أعبر عن آرائي في المناسبات العامة، سأتلقى رسائل بريد إلكتروني تحض على الكراهية. الدكتور أنتوني فاوتشي، أحد القادة الرئيسيين في مجال الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، تلقى هو الآخر تهديدات بالقتل. لكن لم يكن هذا هو الحال من قبل، وأعتقد أن هذا حدث فقط في السنوات الأخيرة.
نحن في جو سيء للغاية، ولا أعرف ما إذا كانت التهديدات بالقتل حقيقية أم مجرد وسيلة يستخدمها أشخاص يختبئون على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتخويفنا. ومع ذلك، فإن رسائل البريد الإلكتروني الكراهية لم تخفني. بدلاً من ذلك ، هذا يحفزني على التعبير عن آرائي بحزم أكبر، فأنا أصر على الصحة العامة والأساليب الطبية القائمة على الأدلة لأن هذه هي وظيفتي كصانع للسياسات وعالم للأمراض المعدية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق