أصدر مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، مؤخراً، ملخصًا لتقرير تقييم مؤسسات الاستخبارات بشأن منشأ كوفيد-19، حيث لم يقدم أي دليل حول مصدر فيروس كورونا الجديد(كوفيد19)، بل استخدم كمية كبيرة من الكلمات الغامضة مثل "المحتمل" و"ربما" لتعقب مصدر الفيروس، فوصفه الرأي العام بأنه مجرد نفايات ورقية. وعلى الرغم من ذلك، لم تتوقف مؤسسات الاستخبارات الأمريكية والبيت الأبيض عن إلقاء اللوم على الآخرين، بل تضافر جهدها لتشويه صورة الصين وفرضية "قرينة الجرم" ضدها.

بلا شك أن هذا التقرير المزعوم هو نتاج التتبع السياسي، مع انعدام المصداقية والعلمية. فليس من المستغرب أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة محددة، لأن الجهود الأمريكية في هذا المجال كانت مهزلة سياسية سخيفة منذ البداية.

قد شهد العالم بالفعل أن بعض الساسة الأمريكيين ليس لديهم الإرادة والقدرة على إجراء تحقيقات بشأن تتبع منشأ الفيروس. إنهم يحرضون على مهزلة التتبع السياسي من أجل التهرب من المسؤولية عن الفشل في مكافحة الوباء في بلادهم، والتستر على ارتباطهم بتفشي الوباء، وحتى استخدام ذلك لتشويه سمعة الصين واحتوائها، وهو ما يمكن وصفه بالمؤامرة الكبيرة ضد الصين.

وفي الوقت الحالي، تواجه الحكومة الأمريكية ضجة كبيرة من الاستياء العام الناجم عن فشلها في مكافحة الجائحة. وفي شهر أغسطس الماضي، شهدت الولايات المتحدة موجة جديدة من انتشار كوفيد-19، حيث ارتفع عدد الحالات الجديدة إلى مئات الآلاف في يوم واحد. ونظرا لأن الولايات المتحدة تمتلك أفضل الموارد الطبية في العالم، لماذا أصبحت الدولة الأكبر عددا من حالات الإصابة المؤكدة والوفيات في العالم؟ وفي هذا الصدد، تكون الإدارة الأمريكية مدينة لشعبها بشرح.

أمام شكاوى الشعب الأمريكي الذي يعانون حالياً من عذاب الوباء، وإدانة المجتمع الدولي لتسييس قضية تتبع منشأ كوفيد-19، فقد حان الوقت للساسة الأمريكيين لينظروا إلى الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي ويعودوا إلى المسار الصحيح لمكافحة الوباء وإنقاذ الأرواح وتعقب مصدر الفيروس بطريقة علمية في أسرع وقت ممكن. ينبغي عليهم فهم أنه لا يوجد مخرج من التتبع السياسي، والتمسك بالتنمر وأن سياسة القوة في هذا المجال محكوم عليها بالفشل، وكذلك يجب عليهم أن ينهوا مهزلتهم السياسية المتمثلة في احتواء الصين عبر تتبع منشأ كوفيد-19 على الفور!