تعليق : يا له من أمر مؤسف!! واشنطن قد تطعن بريطانيا وأستراليا "في الظهر" في أي لحظة..

تعليق : يا له من أمر مؤسف!!   واشنطن قد تطعن بريطانيا وأستراليا "في الظهر" في أي لحظة..

كانت فرنسا تخطط للاحتفال مع الولايات المتحدة بالذكرى الـ 240 لمعركة خليج تشيسابيك في 17 من شهر سبتمبر الجاري، لكن قبل يوم واحد من هذا الموعد، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا فجأة عن إنشاء تحالف أمني حول المحيطين الهندي والهادئ ووقعت اتفاقية لتبادل تكنولوجيا وتصنيع الغواصات النووية بهدف مواجهة الصين، ما أدى إلى الغاء صفقة الغواصات الضخمة الموقعة بين فرنسا وأستراليا، فغضبت باريس وأوقفت فعاليات مشاركتها في الاحتفال.

ويعد غضب فرنسا مجرد مثل آخر لخيانة الولايات المتحدة لحلفائها، فمن التنصت على نطاق واسع على السياسيين الأوروبيين لسنوات، إلى اعتراض الإمدادات الأوروبية لمكافحة وباء كورونا المستجد، حتى سحب قواتها المفاجيء من أفغانستان دون النظر لحلفائها، الذين يعانون كثيراً من مثل هذه السلوكيات، حيث أصبح نظام التحالف الذي بنته واشنطن أكثر تفككاً في ظل تفكيرها وشعارها "أمريكا أولاً". 
وهذه المرة تحاول الولايات المتحدة إنشاء "مثلث حديدي" في إطار "تحالف العيون الخمس"، مع بريطانيا وأستراليا بهدف مجابهة الصين، لكن في الواقع هناك اختلافات كثيرة في المصالح بينها وبين تلك الدول.
لنأخذ الاقتصاد والتجارة كمثال، حيث تتنافس شركة بوينغ الأمريكية مع إيرباص الفرنسية على سوق تصنيع الطائرات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ففرضت الحكومة الأمريكية تعريفات جمركية عقابية على الدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا لأكثر من 17 عامًا من أجل دعم الشركات الامريكية.
وقد أعرب محلل العلاقات الدولية البريطاني توم فوداي عن أسفه من أن "التهديد الحقيقي لأوروبا يأتي من واشنطن".
وهناك أيضاً تضارب في المصالح بين الولايات المتحدة وأستراليا، ففي يونيو من العام الماضي، استغلت واشنطن العلاقات المتوترة بين أستراليا والصين لانتزاع طلبات التصدير الأسترالية إلى الصين، ما جعل أستراليا تصاب بخيبة الأمل من هذا التصرف. 
وقد نشرت وسائل الإعلام الأسترالية، مؤخرًا، مقالًا يفضح سعي واشنطن المستمر في الإضرار بمصالح أستراليا، لافتاً إلى خطأ الترويج للتحالف الاقتصادي الأمريكي المناهض للصين.
وما تحتاج بريطانيا وأستراليا إلى التفكير فيه حقاً هو هل حليفٌ مثل الولايات المتحدة، التي تنتهج سياسة الغدر بشكل متواصل، يستحق المساعدة على حساب مصالحهما الوطنية؟ 
وكدولة نووية، تدعم الولايات المتحدة ومعها بريطانيا، الدول غير الحائزة للأسلحة النووية مثل أستراليا في تطوير التكنولوجيا النووية العسكرية، ما سيؤدي دون شك إلى توسيع دائرة الانتشار النووي، وبالتالي سيكون له تأثير سلبي خطير على حل عدد من القضايا الساخنة بهذا الصدد سواء في شبه الجزيرة الكورية أو إيران، إضافة إلى تهديد السلم والأمن الدوليين.
والمجتمع الدولي مدعو الآن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا التي تضر بالعالم.
إن واشنطن التي اعتادت التضحية بحلفائها في سبيل مصالحها قد تبيع حليفتيها بريطانيا وأستراليا في لحظة واحدة ودون تردد.

 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق