تعليق: آن الآون للعمل على مبادرة الأمن العالمي لإصلاح عجز السلام وتعزيز التعاون الأمني

      تتطلع البشرية جمعاء إلى السلام والتنمية، غير أن التغييرات العالمية غير المسبوقة، التي تتشابك مع المخاطر الأمنية الناشئة والفجوات التنموية الآخذة في الاتساع، تقف عائقا أمام مساعي تحقيقهما.

    وبينما يتأرجح العالم تحت ضغط دوامة انعدام الأمن والركود، فقد حان الوقت لاتخاذ مبادرة الأمن العالمي، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، للتصدي لـ"عجز السلام" والتحديات الأمنية من خلال التعاون الدولي.

    إن الصين بصفتها مدافعة منذ زمن طويل عن رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام تملك أفضل سجل في مجال السلام والأمن بين الدول الكبرى. ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب في عام 2020، تحتل الصين المرتبة الثالثة عالميا في مؤشر القانون والنظام، مما يعكس ثقة الشعب الصيني بالأمن العام والحوكمة في بلدهم.

    وإلى جانب ما حققته من الأمن والأمان في الداخل، قدمت الصين مساهمات إيجابية في المساعى العالمي الرامية إلى السلام وقدمت مثالا ممتازا كدولة كبرى مسؤولة.

    وباعتبارها الدولة الوحيدة التي أكدت بوضوح في دستورها تمسكها بطريق التنمية السلمية، لم تبدأ الصين أبدا حربا، ولم تحتل شبرا واحدا قط من الأراضي الأجنبية، ولم تنخرط أبدا في حروب بالوكالة، ولم تشارك حتى في أي تكتل عسكري، أو في تنظيم هذا النوع من التكتلات.

    وقال المستشار الألماني السابق هيلموت شميت "إذا نظرت إلى التاريخ الصيني، تجدها لم تستعمر قط دولا أخرى بل لا يوجد تقليد في سياسة الصين الخارجية لأخذ أراضي الغير".

    وبينما كانت الصين دائما دولة مسالمة تاريخيا، فإن أقوالها وأفعالها في العقود الأخيرة أثبتت بقوة طبيعتها السلمية. ومن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والملف النووي الإيراني إلى القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية والانتقال في أفغانستان، عملت الصين كوسيط ثابت عندما اقتضت الحاجة إلى جهود داعمة للسلام.

    وفي الوقت الحاضر، اشتعلت نيران الحرب من جديد في القارة الأوروبية. وعلى عكس بعض أكبر مصدري الأسلحة في العالم الذين لم يطيقوا الانتظار لإرسال المزيد من الذخيرة إلى ساحات القتال في أوكرانيا، احتكمت الصين لصوت العقل والعدل على أساس مزايا ومساوئ القضية، وعملت بقوة على تعزيز السلام وتشجيع الحوار.

    وطرحت الصين مبادرة من ست نقاط بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، وقدمت عدة شحنات من المساعدات الإنسانية الطارئة. وقد وصف المعلق السياسي البريطاني كارلوس مارتينيز دور الصين البناء في قضية أوكرانيا بأنه "مثير للإعجاب".

    وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في مقال نُشر في أبريل، إن المبادرة تجسد "التقاليد الدبلوماسية والحكمة ذات الخصائص الصينية الفريدة" استنادا إلى سياسة الصين الخارجية المستقلة القائمة على السلام وممارستها لهذه السياسة.

    ومن خلال تقديمها لمثل هذه المنافع العامة للأمن العالمي ودعم النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة جوهره وممارستها للتعددية الحقيقية، حولت الصين التزاماتها إزاء مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ الأمن غير القابل للتجزئة إلى أفعال.

    وباعتبارها ثاني أكبر مساهم ماليا في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، أرسلت الصين أكبر عدد من قوات حفظ السلام من بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما قامت بدور نشط في المعاهدات الدولية للحد من الأسلحة ونزع السلاح وعدم الانتشار.

    وقال عبد الله شهيد، رئيس الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) العام الماضي "لعبت الصين دورا مهما للغاية في التعددية وتقوية الأمم المتحدة".

    ومن خلال دعوتها إلى التعاون لمواجهة مختلف أشكال التحديات الأمنية غير التقليدية، قدمت الصين أكثر من 2.1 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى المجتمع الدولي للمساعدة في سد "فجوة التحصين". كما قطعت خطوات كبيرة إلى الأمام في معالجة تغير المناخ وتعزيز الحوكمة الرقمية من خلال تحديد أهدافها الخاصة المتعلقة بذروة الكربون وتحقيق الحياد الكربوني وإطلاق المبادرة العالمية لأمن البيانات.

    إن ما فعلته الصين حظى بتقدير كبير من المجتمع الدولي ولا سيما من قبل عدد كبير من الدول النامية.

    وفي عالم يخيم عليه هوس غربي بقيادة الولايات المتحدة بإطلاق حرب باردة جديدة وسياسات القوة ومواجهة الكتل، تأتي أكبر قوة لاختراق الضباب نحو مستقبل مشرق وسلمي من التعاون والتضامن تتمثل في هذه المبادرة.

    وبعد أن طرحت مبادرة الأمن العالمي، تقف الصين مستعدة للتعاون مع جميع الدول المحبة للسلام والموجهة نحو التنمية لشق الطريق باتجاه تحقيق السلام الدائم والأمن العالمي وصياغة تعاون قوي لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق