الصين وإسرائيل بصدد تنمية شراكة ابتكارية شاملة من خلال تعميق التعاون الثنائي

يصادف هذا العام الذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسرائيل، حيث يعمل الجانبان على مواصلة تعميق التعاون الابتكاري في مجالات تضم آليات التعاون، والمشاريع الصناعية، والتجارة والاستثمار، من أجل تنمية شراكة ثنائية ابتكارية شاملة، حسبما جاء في المنتدى الاقتصادي التجاري الصيني (تشينغداو) - الإسرائيلي المنعقد مؤخرا في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا، وثالث أكبر شريك تجاري لها في العالم، في حين باتت إسرائيل شريكاً مهماً للصين في الشرق الأوسط وعلى طول "الحزام والطريق".

وقالت تشاو بينغ، نائب عميد أكاديمية المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، خلال المنتدى المذكور، إن آلية التعاون المتعمقة بين الحكومتين الصينية والإسرائيلية توفر ضماناً مؤسسياً للتعاون الثنائي الابتكاري، لافتة إلى إنشاء آلية التعاون الاقتصادي والفني، وآلية اللجنة الصينية - الإسرائيلية المشتركة للتعاون الابتكاري، ليشكل تدريجياً نمط تعاون متعدد الأطراف، بما في ذلك الحكومات، والشركات، والمؤسسات البحثية، والمؤسسات المالية، ما يقدم دعماً هاماً في هذا الصدد.

وبدورهم؛ أشار الخبراء المشاركون في المنتدى إلى أن الهياكل الصناعية في الصين وإسرائيل تكمل بعضها بعضاً إلى حد كبير، ما يضع أساساً متيناً للتعاون الابتكاري.

وقال يوفال بن ساده، رئيس غرفة التجارة الإسرائيلية في الصين: "من بين أكبر الصفقات بين إسرائيل والصين، استحوذت شركة تكنولوجيا طبية صينية على شركة إسرائيلية بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي، فيما وصل تعاون الشركة في مجال التكنولوجيا الطبية إلى مستوى جديد بعد الاستحواذ".

وأشار الضيوف في المنتدى إلى الدور الهام الذي تلعبه التجارة والاستثمار النشطان بين الصين وإسرائيل لخلق ظروف ملائمة للتعاون الابتكاري، منوهين بدور الصناعة التحويلية المتطورة والسوق الضخمة في الصين في توفير مزايا تكميلية مع التكنولوجيا المتقدمة وقدرات الابتكار لإسرائيل، حيث تحولت التجارة الثنائية من المنتجات التقليدية مثل الغذاء، والماس، والكيماويات، إلى مجالات عالية التكنولوجيا وذات قيمة مضافة عالية، بما فيها الطاقة الجديدة، والطب الحيوي، وتكنولوجيا المعلومات.

وفي الفترة ما بين عامي 2002 و2020، تجاوز إجمالي حجم الاستثمار للشركات الصينية في إسرائيل 20 مليار دولار أمريكي، وشمل مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة والطب والصحة، مع تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، وفقاً للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية.

وأضاف ناثان تسرور، مدير قسم الصين في إدارة التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، أن أكثر من 400 شركة صينية استثمرت في إسرائيل على مدار السنوات الـ11 الماضية، من بينها العديد من الشركات الرائدة، منوهاً بدور اللجنة الصينية-الإسرائيلية المشتركة للتعاون الابتكاري التي تم إنشاؤها بخصوص التعاون في المشاريع الابتكارية.

من جانبه؛ قال تشانغ شاو قانغ، نائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية وغرفة الصين للتجارة الدولية، إنه وعلى الرغم من تأثير وباء كوفيد-19، حققت التجارة بين الصين وإسرائيل زيادة مطردة في العام الماضي، ليتجاوز حجم التجارة الثنائية 22.8 مليار دولار أمريكي، بارتفاع قدره أكثر من 450 مرة عما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية الإسرائيلية، ما يدل على مرونة التعاون الاقتصادي والتجاري القوية بين البلدين وآفاقه الواعدة.

وشدد تشاو ليو تشينغ، نائب مدير عام إدارة غربي آسيا وأفريقيا بوزارة التجارة الصينية، على الآفاق الواسعة والإمكانيات الكبيرة للتعاون الصيني الإسرائيلي في مجال الابتكار، مشيراً إلى التزام الصين حالياً بتنفيذ استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، بينما تتخذ إسرائيل من الابتكار محركاً مهماً لتنميتها الاقتصادية، متعهداً بأن تواصل الصين دعم مدينة تشينغداو ومدن أخرى لتعزيز التبادل والتواصل والتعاون مع إسرائيل، علاوة على تنفيذ المزيد من المشاريع التعاونية في مجالات الاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، والتكنولوجيا الطبية، والزراعة المتقدمة.

وبدورها؛ قالت إيريت بن آبا سفيرة إسرائيل لدى الصين: "إن الابتكار لا يزال جزءاً مهماً من التعاون بين البلدين".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق