اعتمد اجتماع مجلس الوزراء النيبالي مؤخرًا قرارًا بوقف تعزيز التعاون في إطار "برنامج شراكة الدولة" (SPP) مع الولايات المتحدة. ولاحظ الرأي الدولي أن جميع الأطراف في نيبال منها الجيش أظهرت نفس الموقف أثناء اتخاذ القرار، معتبرين جميعًا أن "الانضمام إلى البرنامج ليس في مصلحة البلاد، وتحتاج الدولة الواقعة في في شبه القارة الهندية إلى "إنهاء مناقشة هذه القضية بشكل دائم". ويرى بعض المحللين أن قرار الجانب النيبالي يثمل سكب الماء البارد على ما يسمى بـ "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" للولايات المتحدة، وكذلك تعرض المؤامرة الأمريكية لانتكاسة كبيرة.

كانت مجلة "ديبلومات" الأمريكية قد أوضحت بصراحة أن "برنامج شراكة الدولة" هو أداة متعددة الأغراض لواشنطن للمضي قدما بمجموعة واسعة من الأهداف السياسية والإستراتيجية تحت ستار الأعمال الإنسانية. كما أشارت صحيفة "كاتماندو بوست" النيبالية إلى أن "البرنامج" هو الآن جزء مما يسمى "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" لأمريكا.

وتشترك نيبال في حدود مع الصين والهند، ولديها مكانة جيوسياسية مهمة. خلال السنوات الأخيرة، بذلت الحكومة الأمريكية جهودا مستمرة في محاولة لإشراك نيبال فيها. ومن شهر نوفمبر من العام الماضي إلى مايو  هذا العام، سافر العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية إلى كاتماندو للضغط على مختلف الأطراف هناك.

لقد عانت شعوب منطقة آسيا والمحيط الهادئ من عواقب الحرب الباردة والحروب الساخنة المختلفة، ولا تزال تتذكر المآسي الناتجة عن الصراعات والنزاعات والمواجهة التي أدت إليها التنافس بين القوى على الهيمنة، وما تسعى إليه الآن هو الاستقرار الوطني والسعادة في الحياة. وقد توصلت إلى إجماع في أن الصين هي فرصة وشريك لها. وقال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج أكثر من مرة إنه لا يريد أن ينحاز إلى أي جانب في منافسة القوى العظمى. ويعتبر القرار النيبالي بداية لرفض دول المنطقة لـ"إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ الأمريكية" ومع اتخاذ مزيد منها خيارات عقلانية بناءً على مصالحها الخاصة، فإن ما يسمى بـ "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" التي تروج لها الولايات المتحدة سوف تفلس عاجلاً أم آجلاً بتأكيد.