وزير الخارجية الصيني يجتمع مع نظيره الأمريكي في إندونيسيا


التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم السبت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد يوم من اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ20 في بالي بإندونيسيا.

وعلى مدار ساعات طويلة، أجرى الجانبان محادثة شاملة ومعمقة وصريحة بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية، فضلا عن قضايا دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك.

ويتفق الجانبان على أن الحوار كان موضوعيا وبناء، الأمر الذي يساعد في تعزيز التفاهم المتبادل وتقليل سوء التفاهم وسوء التقدير وتمهيد الطريق أمام تبادلات رفيعة المستوى في المستقبل بين البلدين.

وقال وانغ إن العلاقات الثنائية في الوقت الراهن لا تزال عالقة في المأزق الذي خلقته الإدارة الأمريكية السابقة، بل إنها تواجه المزيد والمزيد من التحديات.

وأشار وانغ إلى أن السرد التاريخي للعلاقات الصينية-الأمريكية تعرض للتشويه، وما يسمى بـ "التصحيح السياسي" اختطف الحقيقة، كما أن اتجاه التنمية معرض لخطر المزيد من التضليل، مشيرا إلى أن السبب الأساسي يكمن في أن هناك مشكلة مع نظرة الولايات المتحدة للصين ومن ثم انحراف سياستها، القائمة على هذا التصور تجاه الصين، عن المسار الصحيح.

وفي إشارة إلى وجود بعض التناقضات الذاتية والتضاربات بين الأقوال والأفعال في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، قال وانغ إن هذه التناقضات تعكس، على مستوى عميق، الانحراف الخطير في وجهات نظر الولايات المتحدة إزاء العالم والصين، والانحراف الخطير في التاريخ الصيني-الأمريكي واهتماماتهما والمنافسة بينهما.

وقال وانغ إن هذا دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تعاني من رهاب الصين (تشاينافوبيا) بشكل متزايد، مؤكدا أنه إذا تُرك هذا "التضخم في التهديدات" دون تحرك، فإن السياسة الأمريكية تجاه الصين ستواجه طريقا مسدودا.

وأوضح أن التوجيهات الأساسية لانتشال العلاقات الصينية-الأمريكية من المستنقع، تكمن في التنفيذ الجاد للتوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين.

وقال وانغ إن الجانب الصيني اتبع دائما المبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، مضيفا أنه يتعين على الجانب الأمريكي تنفيذ الالتزامات المهمة التي وضعها الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تنص على ألا تسعى الولايات المتحدة إلى حرب باردة جديدة مع الصين، وألا تهدف إلى تغيير نظام الصين، وألا يستهدف تجديد تحالفاتها الصين، وألا تدعم ما يسمى "استقلال تايوان"، وألا يكون لديها نية للسعي إلى صراع مع الصين.

وشدد على أنه بما أن الجانب الأمريكي قد تعهد بعدم السعي لتغيير النظام الصيني، فينبغي عليه احترام مسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الذي اختاره الشعب الصيني، والتوقف عن تشويه ومهاجمة النظام السياسي الصيني وكذلك السياسات الداخلية والخارجية للصين.

وأشار وانغ إلى أنه بما أن الجانب الأمريكي قد تعهد بعدم السعي إلى حرب باردة جديدة، فعليه التخلي عن عقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية والتوقف عن تشكيل تكتلات.

وأضاف أنه بما أن الجانب الأمريكي قد تعهد بعدم دعم ما يسمى "استقلال تايوان"، فعليه التوقف عن تفريغ سياسة صين واحدة وتشويهها ولعب تكتيكات "تقطيع السلامي" فيما يتعلق بقضية تايوان، كما أن عليه التوقف عن استخدام "ورقة تايوان" لعرقلة إعادة التوحيد السلمي للصين.

ونوّه وانغ إلى أنه بما أن الجانب الأمريكي قد تعهد بأنه ليس لديه نية للسعي إلى صراع مع الصين، فعليه احترام سيادة الصين وسلامة ووحدة أراضيها، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والامتناع عن تقويض المصالح المشروعة للصين بحجة حقوق الإنسان والديمقراطية، مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة أيضا إزالة الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الصين في أقرب وقت ممكن، وإنهاء العقوبات أحادية الجانب ضد الشركات الصينية.

وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة قالت إنها تسعى إلى إقامة "حواجز حماية" للعلاقات الثنائية، قال وانغ إن البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة هي "الحماية" الأكثر موثوقية للبلدين.

وقال وانغ إنه فقط من خلال الوفاء الجاد بالالتزامات المعنية الواردة في البيانات المشتركة الثلاثة، والالتزام بالاتجاه الصحيح، وإزالة الحواجز في الوقت المناسب، وفتح الطريق إلى الأمام، لن تخرج العلاقات الثنائية عن مسارها ولن تخرج عن نطاق السيطرة، مضيفا أنه بخلاف ذلك، لن يحقق أي عدد من "حواجز الحماية" نفعا.

وشدد على أنه يتعين على الجانبين اتباع روح احترام بعضهما البعض، والتعايش السلمي، وتجنب المواجهة، وتعزيز التعاون المربح للجانبين، ومناقشة ووضع مبادئ توجيهية لتصرفات الجانبين.

وإلى جانب ذلك، قال وانغ إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إنشاء قنوات لتنفيذ التوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين وتنسيق التبادلات بشكل أفضل في مختلف المجالات والدوائر، مضيفا أنه ينبغي إدارة التناقضات والخلافات بشكل صحيح في محاولة لحل المشكلات العالقة.

وقال وانغ إنه بناء على ما ذُكر أعلاه، تقدم الصين أربع قوائم إلى الولايات المتحدة وتأمل في أن يأخذها الجانب الأمريكي على محمل الجد، مشيرا إلى أن هذه القوائم عبارة عن قائمة بالأخطاء الأمريكية التي يجب أن تتوقف، وقائمة بالحالات الفردية الرئيسية التي تهتم بها الصين، وقائمة بالحالات القانونية الرئيسية المتعلقة بالصين والتي تهتم بها، وقائمة بالتعاون الصيني-الأمريكي في ثمانية مجالات.

كما أوضح بشكل شامل موقف الصين الرسمي من قضية تايوان، وطالب الجانب الأمريكي بضرورة توخي الحذر في أقواله وأفعاله، وألا يرسل أي إشارات خاطئة إلى ما يسمى قوى "استقلال تايوان"، وألا يستهين من تصميم الشعب الصيني الراسخ على حماية سيادة الأراضي، وألا يرتكب أخطاء تخريبية قد تدمر السلام عبر مضيق تايوان.

كما فند وانغ بعض الآراء الخاطئة لدى الولايات المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ والشؤون البحرية.

وبدوره، عرض بلينكن السياسة الأمريكية تجاه الصين، قائلا إن الجانب الأمريكي لا يسعى إلى حرب باردة جديدة ضد الصين، ولا يسعى لتغيير نظامها، ولا يسعى لتحدي الوضع الحاكم للحزب الشيوعي الصيني، ولا يسعى لاحتواء الصين، ولا يدعم ما يسمى "استقلال تايوان"، ولا يسعى إلى تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان.

وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بإدارة عوامل الخطر في العلاقات الثنائية ومنفتحة على إقامة تعاون مع الصين.

وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن الدفع من أجل الحصول على المزيد من النتائج من المشاورات بين مجموعة العمل الصينية-الأمريكية المشتركة على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة، كما اتفقا على خلق ظروف أفضل للموظفين الدبلوماسيين والقنصليين من الجانبين لأداء واجباتهم، واستئناف المشاورات بشأن التبادلات الثقافية والشعبية. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات مثل تغير المناخ والصحة العامة، من بين أمور أخرى.

كما طرح الجانب الصيني رؤية التفاعل السليم بين الصين والولايات المتحدة في منطقة آسيا-الباسيفيك، وتبادل الجانبان الآراء بشكل معمق إزاء موضوعات من بينها قضية أوكرانيا والوضع في شبه الجزيرة الكورية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق