على الحافة الجنوبية الشرقية لصحراء تنغر في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، توجد مكتبة صحراوية جديدة، لإيقاظ الأرض المنعزلة ب"واحة من المعرفة" لمحبي الكتب والسياح والمهندسين المعماريين.

وقال جين وي تشي، مصور مقيم في بكين، إن المكتبة ذات الطراز التجريدي المكونة من ثلاثة طوابق افتتحت الشهر الماضي في مدينة تشونغوي وهي تمثل نجاحا معماريا.

ويبدو أن المبنى بلون الشوكولاتة وكأنه صندوق مائل نصف مدفون في الصحراء، وباستخدام صفائح حديدية صدئة في خارجها لمنع حرارة الصحراء، تبدو مكتبة "صندوق الكنز المفقود" وكأنها قارب جنح على الشاطئ.

وكونها قادرة على استيعاب 40 ألف كتاب وصحيفة ونشرة دورية، تعد المكتبة جزءا من مشروع طموح لثقافة الصحراء والسياحة تروج له الحكومة المحلية ووكالات السياحة في مدينة تشونغوي.

يشار إلى أن مدينة تشونغوي محصورة بين صحراء تنغر، رابع أكبر صحراء في الصين، من الشمال والنهر الأصفر من الجنوب، وقد بذلت جهودا كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز ثقافتها الفريدة.

وقالت ليو هوي لينغ مديرة بالمكتبة، إن المكتبة هي الأولى من نوعها التي يتم بناءها في الصحراء في الصين، وقد بدأت في خدمة الجمهور في شهر يونيو الماضي، وحازت على ثناء واسع النطاق لتصميمها الحديث ووظائفها المختلفة".

وكانت مدينة تشونغوي حصنا حدوديا مهما في شمال غربي الصين منذ دمجها في الأراضي الصينية خلال عهد أسرة تشين (بين 221 قبل الميلاد و207 قبل الميلاد).

وأوضحت ليو إن اسم "صندوق الكنز المفقود" أُخذ بسبب أن المكتبة تقع في مكان وقعت فيه العديد من الأحداث التاريخية الهامة، مضيفا أن مع "الذكريات الثرية"، هناك الكثير مما يمكن استغلاله وإخباره".

ومن جهة أخرى، تهدف المكتبة التي تقع في منتجع شابوتو الصحراوي، إلى إبراز المصالحة بين الصحراء والأنشطة البشرية بعد عقود من جهود مكافحة التصحر منذ عام 1958.

ولم تساعد السكك الحديدية والطرق السريعة التي تم بناؤها عبر صحراء تنغر في وقف زحف الصحراء نحو المدينة فحسب، بل وفرت أيضا بنية تحتية قاعدية قوية لتطوير السياحة المحلية.

وأحضرت يانغ فانغ، زائرة من مقاطعة فوجيان بشرقي الصين، ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات إلى المكتبة، قائلة إن "مع وجود النجوم فوقها في الليل، يمكن لابنتي أن تستمتع بأصوات الرياح في الصحراء أثناء القراءة".

وأضافت يانغ، المدرسة في المدرسة الابتدائية، "كلمة تنغر تعني" السماء "باللغة المنغولية"، مضيفة أن الأطفال المهتمين بالصحراء أو المولعين بالصحراء سيزورون مدينة تشونغوي في العطلة الصيفية.