الصين تشهد انتعاشا في الإنفاق الاستهلاكي بدعم السياسات

مع حلول فصل الصيف، يتزايد حجم إنفاق المستهلكين الصينيين بشكل تدريجي، مستعيداً حيويته بفضل دعم سياسات التحفيز، ما يشكل اتجاهاً من المتوقع أن يتواصل بالتزامن مع تعافي النمو الاقتصادي.

فقد أظهرت نتائج أرقام صناعية كُشفت يوم الإثنين الماضي أن مبيعات المركبات توسعت بنسبة 23.8 بالمائة على أساس سنوي في يونيو، متعافية من الانخفاض المسجل لثلاثة أشهر. وبحسب مراقبي السوق، فإن توسع المبيعات يعكس انتعاشا أوسع في قطاع البيع بالتجزئة.

وبالرغم عن البداية المتفائلة في العام الجاري، واجه تجار التجزئة في ثاني أكبر اقتصاد ضغوطا منذ مارس الماضي، حيث ظهرت موجة أخرى من تفشي كوفيد-19 في بعض المدن وأسفرت عن تعطيل أعمال التشغيل العادية والتعليق المؤقت للمطاعم والمتاجر.

غير أن منحنى الانتعاش عاد في مايو الماضي، عندما سجلت مبيعات التجزئة من السلع الاستهلاكية، باعتبارها مقياسا رئيسيا لنمو الاستهلاك، سجلت انخفاضا بنسبة 6.7 بالمائة على أساس سنوي، ما يضيق من الانكماش المسجل بنسبة 11.1 بالمائة في أبريل السابق.

وفي هذا السياق، عزا قوان لي شين، الباحث من الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي، الانتعاش إلى الجهود الحثيثة المبذولة من قبل كل من الحكومة والصناعات، قائلا إنه تم إطلاق العنان للطلبات المكبوتة مع إصدار السياسات الداعمة، كما استؤنفت أعمال الصناعات وتم حفز ثقة المتسهكلين.

ولتحفيز الإنفاق الاستهلاكي، أدخلت الصين مجموعة من السياسات، تجذب المستهلكين لفتح محافظهم وتساعد الشركات على البقاء والازدهار.

وتم منح مالكي المطاعم وتجار التجزئة والشركات الأخرى المتضررة من كوفيد-19 إيجارات ورسوم الاستخدام والإعلان أقل على المنصات العنكبوتية، بالإضافة إلى دعم تمويلي أقوى. وفي خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على الشركات بشكل أكثر، قرر مجلس الدولة الصيني في مايو توسيع نطاق استرداد الضرائب والتخفيضات إلى 2.64 تريليون يوان (حوالي 392.3 مليار دولار أمريكي) هذا العام.

وعلى المستوى المحلي، تقوم الحكومات بتوزيع القسائم والإعانات بمليارات اليوانات لدعم الإنفاق المحلي. فعلى سبيل المثال؛ أعلنت مدينة تشنغتشو بوسط البلاد عن منح قسائم مجانية بقيمة 240 مليون يوان من أواخر مايو إلى أغسطس.

وقال سونغ هوا سونغ ، الرئيس الإقليمي لمحلات سوبر ماركت لوتس في مقاطعة هونان بوسط الصين: "إن قسائم التسوق قدمت دفعة قوية لمبيعاتنا"، مشيرًا إلى توسع حجم المبيعات عبر الإنترنت بأكثر من 200 في المائة منذ يونيو.

ووفقا للخبراء، فإن اتجاهات الإنفاق الجديدة الناشئة عن السوق المتضرر بالوباء تستحق الاهتمام أيضا، مشيرين إلى الارتفاع في الاستهلاك المتعلق بالصحة والخدمات والتكنولوجيا.

بهذا الصدد، قال برونو شيفوت، رئيس شركة دانون الكبرى في الصين وشمال آسيا وأوقيانوسيا ، إن الشركة ستستغل فرص السوق الجديدة، وتخطط لطرح المزيد من الأطعمة الخضراء والعضوية في معرض المستهلك هذا العام في هاينان.

وأضاف شيفوت أن "دانون" لا تزال متفائلة بشأن الإمكانات العظيمة للسوق الصيني، وهي ليست كبيرة فحسب، بل تواصل التنويع أيضًا.

وفقًا لـ قوان ، أصبحت اتجاهات الاستهلاك الجديدة وتنسيقات الأعمال الجديدة محركات نمو جديدة في السوق الاستهلاكية، ما يعكس الإمكانات الكبيرة والمرونة القوية والأساسيات السليمة التي يقوم عليها السوق في الصين.

وتعتمد الآفاق الاقتصادية للصين على تنمية سوقها الاستهلاكية. وفي السنوات الأخيرة ، أصدرت البلاد عدة وثائق تهدف إلى إزالة الاختناقات وتحسين الروابط الضعيفة التي تقيد الاستهلاك ، حيث تتبع نموذجًا تنمويًا جديدًا يلعب فيه الاستهلاك دورًا أكبر.

وقال قوان إن الاستهلاك سيدفع الدورة الاقتصادية ويدعم النمو ، ويتوقع أن تظهر البلاد أرقام نمو إيجابية في الاستهلاك لشهر يونيو.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق