وسائل إعلام صينية: زيارة "بايدن" للشرق الأوسط لم تحقق أهداف الولايات المتحدة

بقلم: هدى المصرى

قالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن الأولى إلى الشرق الأوسط، لم تحقق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في جعل العرب طرفًا في الصراع بين القوى الكبرى. 

وأوضحت الوكالة في تقرير لها أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اختتم يوم السبت الماضي، أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه برد فاتر من دول المنطقة، ما يثبت مرة أخرى أن سعي الولايات المتحدة الأناني للهيمنة الأحادية أمر غير مرحب به.  

وأفادت “شينخوا” بأنه بالرغم من أن بايدن سعى لبدء "فصل جديد" في التدخل الأمريكي في المنطقة، إلا أن الخطاب طغت عليه حقيقة أن واشنطن تعتبر دول الشرق الأوسط أدواتها، وعلى استعداد لإساءة استخدامها أو التخلي عنها متى شاءت. 

وعلى الرغم من مستواها الرفيع، إلا أن جوهر زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط هو السعي لتحقيق مكاسب سياسية والحفاظ على نفوذ أمريكا هناك. 

وأضافت الوكالة أنه خلال زيارته، حاول بايدن جاهدا دفع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لضخ المزيد من النفط لتخفيف الضغوط التضخمية في الداخل.

كما حاول تحريض العديد من دول المنطقة على موازنة إيران وروسيا، ونشر فكرة التحالف العسكري المناهض لإيران، الذي يسميه الكثيرون بنسخة الشرق الأوسط من حلف الناتو، وأنه بغض النظر عن كيفية تملق الجانب الأمريكي ودفعه في هذا الاتجاه، اتسمت استجابة دول المنطقة بالفتور.

ولم ينجح بايدن في محاولته لتشكيل تحالف عسكري إقليمي ضد إيران ولم يقنع المملكة العربية السعودية بالعمل على الفور لزيادة إنتاجها من النفط. 

وأرجعت الوكالة الصينية السبب الأساسي لفشل الزيارة يكمن في تعارض تفكير واشنطن المهيمن ونهجها المتمثل في المواجهة مع تطلعات شعوب المنطقة في التنمية والتعاون والسلام.  

وأشارت إلى أن العالم يواجه الآن تحديات كبيرة ناجمة عن كوفيد-19 والصراعات الجيوسياسية، وينبغي أن يركز المجتمع الدولي على إنعاش الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على الصحة العامة، غير أن واشنطن تقف ضد الطموح المشترك في جميع أنحاء العالم من خلال محاولة استخدام الشرق الأوسط كمسرح للألعاب الجيوسياسية بين القوى الكبرى.  

وذكرت الوكالة في تقريرها: أنه قد انكشف موقف بايدن الحيادي الزائف في القضية  الفلسطينية مرة أخرى خلال الزيارة التي دفعت الفلسطينيين إلى الشوارع للاحتجاج. 

وأشارت الوكالة إلى مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” مؤخرا؛ تطرق إلى إن الولايات المتحدة "تتجاهل أن التوتر والعنف والظلم الذي يسيطر على الواقع الإسرائيلي والفلسطيني سيزيد من التدهور المستمر للوضع الراهن بين الطرفين".  

وأفاد تقرير شينخوا بأنه على مر السنين، تدخلت الولايات المتحدة بشكل تعسفي في شؤون الشرق الأوسط، وشنت الحروب، وفرضت عقوبات من جانب واحد في المنطقة، مما تسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين وتشريد لاجئين.

وأصبح وجهها الحقيقي كـ"مثير للمتاعب" واضحا بشكل متزايد لشعوب الشرق الأوسط. 

واختتمت الوكالة تقريرها بإن ما يريده الناس بالفعل في الشرق الأوسط وسط الصعوبات العالمية المتزايدة وبعد عقود من الحروب والصراعات هو السلام والأمن والتنمية. لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة يمكنها أن تجلب أي شيء غير ذلك.

(ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس رأي قناة CGTN العربية.)

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق