"هذه الزيارة مفيدة للطرفين، وهي فرصة ممتازة لتنمية إندونيسيا." توقعت ذلك الباحثة
في مركز أبحاث السياسة الإندونيسي تريسيا ويجايا لزيارة الرئيس الإندونيسي جوكو
ويدودو إلى الصين. وأثبتت توقعاتها تماما النتائجُ المثمرة للمحادثات بين الرئيس
الصيني شي جين بينغ والرئيس جوكو ويدودو أمس الثلاثاء (26 يوليو).
الرئيس جوكو
هو أول رئيس دولة أجنبي تستقبله الصين بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين،
كما تعتبر الصين أول محطة في زيارته لشرق آسيا. هذا يدل على العلاقة الحميمة بين
الطرفين.
إن تحديد الاتجاه العام لبناء مجتمع مصير مشترك هو أهم إنجاز سياسي
لزيارة جوكو. ما هو مجتمع المصير المشترك؟ يمكن القول ببساطة إنه مشاركة الطرفين أو
الأطراف في السراء والضراء وارتباط مستقبلهم ومصيرهم ارتباطًا وثيقًا. وفي التاريخ،
تعاونت الصين وإندونيسيا في معارضة الإمبريالية والهيمنة، حيث فتح المؤتمر الآسيوي
الأفريقي الذي عقد في باندونغ بإندونيسيا عام 1955 آفاقا مشرقة لآسيا وأفريقيا من
أجل تحقيق استقلال كل دولة والحفاظ عليها.
وفي أكتوبر عام 2013، اقترح الرئيس
الصيني شي جين بينغ مبادرة لبناء "طريق الحرير البحري" للقرن الحادي والعشرين بشكل
مشترك خلال زيارته إلى إندونيسيا. لقد مرت أكثر من 9 سنوات، وحقق التعاون بين الصين
وإندونيسيا في بناء "الحزام والطريق" تقدمًا ملحوظًا. وعلى وجه الخصوص، أصبح مشروع
السكك الحديدية عالية السرعة بين جاكرتا وباندونغ "المشروع النموذجي
الرئيسي".
ومن التطلعات المشتركة إلى بناء المصير المشترك، ستستمر الصين
وإندونيسيا في بناء نموذج للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك للدول النامية الكبرى
ونموذج للتنمية المشتركة ورائد في التعاون بين بلدان الجنوب. إن "الفرصة العظيمة"
التي نشأت في نتائج هذا التعاون لا تخص الصين وإندونيسيا فحسب، بل تفيد آسيا
والعالم أيضًا.