مئات المتظاهرين من أنصار الصدر يقتحمون البرلمان العراقي مجددا

 اقتحم مئات المتظاهرين في العراق من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اليوم (السبت)، مبنى مجلس النواب (البرلمان) وسط بغداد للمرة الثانية خلال أربعة أيام فيما أفادت وزارة الصحة بوقوع 60 إصابة خلال الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة.

وأعلن إبراهيم الجابري القيادي في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، بدء اعتصام مفتوح من قبل أنصار التيار داخل مبنى البرلمان الذي يقع في "المنطقة الخضراء" التي تضم مباني الحكومة العراقية وسفارات عربية وأجنبية.

وقال مصدر في قيادة عمليات بغداد، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الآلاف من أنصار التيار الصدري تجمعوا في "ساحة التحرير" وسط بغداد صباح اليوم، وأسقطوا الكتل الكونكريتية التي وضعتها القوات الأمنية على "جسر الجمهورية".

ويربط الجسر "ساحة التحرير" بالمنطقة الخضراء.

ووصل المتظاهرون إلى البوابة الأولى للمنطقة الخضراء المجاورة لوزارة التخطيط فيما وصلت مجموعة أخرى إلى البوابة الثانية، والثالثة المجاورة لمقر البرلمان، وفقا للمصدر.

وأضاف المصدر أن المتظاهرين أسقطوا عددا من الكتل الكونكريتية بالقرب من البرلمان، وبدأوا بالدخول إلى مبنى المجلس، فيما تحاول القوات الأمنية الحفاظ على السلمية وعدم استخدام القوة ضدهم.

ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تطالب بمحاكمة من وصفوهم بـ"الفاسدين" ومحاكمة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وإسقاط محمد شياع السوداني مرشح (الإطار التنسيقي) الشيعي لرئاسة الحكومة المقبلة.

كما ردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لمقتدى الصدر، مطالبين بتشكيل "حكومة أغلبية وطنية" وإسقاط المحاصصة الطائفية.

وقال مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الجابري، في تغريدة له عبر ((تويتر)) اليوم، إن "الشعب يختار الاعتصام المفتوح داخل البرلمان".

فيما دعا محمد صالح العراقي المعروف بـ"وزير الصدر"، في بيان، المتظاهرين إلى إيصال صوتهم لمجلس القضاء الأعلى، وهو أعلى سلطة قضائية في العراق، من دون التعدي على المجلس.

وقال العراقي "إن شئتم إيصال صوتكم (للقضاء العراقي) فلا نرضى بالتعدي عليهم".

وأضاف "نزاهة القضاء مطلبنا، استقلالية القضاء مطلبنا".

وأكد مصدر أمني لـ((شينخوا)) أن المئات من المتظاهرين بدأوا بالتجمع بالقرب من مبنى مجلس للقضاء الأعلى داخل المنطقة الخضراء، ويحاولون اقتحامه وسط انتشار أمني كثيف في المكان.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية، في بيان، أن مؤسساتها في بغداد استقبلت اليوم 60 إصابة مختلفة، توزعت بواقع 25 إصابة بسيطة و27 إصابة شديدة و8 متنوعة الشدة.

ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد.

كما وجه الكاظمي، وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة العراقية، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء في العراق.

وقال البيان إن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، ودعا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية".

وحذر الكاظمي من أن "استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع وبما لا يخدم المصالح العامة"، بحسب البيان.

وشدد على أن "القوات الأمنية يقع عليها واجب حماية المؤسسات الرسمية"، مؤكدا "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام".

وكان مئات المتظاهرين من اتباع مقتدى الصدر اقتحموا يوم الأربعاء الماضي، مقر البرلمان احتجاجا على ترشيح (الإطار التنسيقي) لمحمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة.

ودخل العراق في انسداد سياسي منذ عدة أشهر بعد انتخابات برلمانية جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وفازت بالمركز الأول فيها الكتلة الصدرية التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".

وتحالف الصدر مع تحالف (السيادة) السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف (إنقاذ وطن)، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة (الإطار التنسيقي) للصدر وإصراره على تشكيل "حكومة توافقية" يشارك فيها الجميع.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق