تلقى الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء يوم 28 يوليو بالتوقيت المحلي في بكين، حيث أجرى الرئيسان تواصلا وتبادلا صريحين حول العلاقات الصينية الأمريكية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لدى الجانبين. أكد الرئيس شي المسؤولية المشتركة على عاتق الصين والولايات المتحدة كدولتين كبيرتين، وأشار إلى إساءة الولايات المتحدة الحكم على العلاقات الصينية الأمريكية وإساءة فهمها لتنمية الصين، كما أوضح شي بشكل رئيسي الموقف الصيني المبدئي من مسألة تايوان. من جانبه، قال الرئيس جو بايدن إن الجانب الأمريكي يسعى إلى التعاون مع الصين في المجالات ذات المصالح المشتركة، مع إدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل ملائم. وأكد مجددا أن سياسة صين واحدة التي تتبعها الولايات المتحدة لم تتغير ولن تتغير، ولا يدعم الجانب الأمريكي "استقلال تايوان".
من حيث محتوى المحادثات هذه المرة، واجه الجانبان خلافاتهما وأعربا عن رغبتهما في التعاون. وأكد الرئيس شي أن "اعتبار الصين أهم خصم وأخطر تحد على المدى الطويل نتيجة للنظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية وتعريفها من زاوية التنافس الاستراتيجي يعد سوء حكم على العلاقات الصينية الأمريكية وسوء فهم لتنمية الصين، وتضليلا للشعبين والمجتمع الدولي".
وحول الموقف الصيني المبدئي من مسألة تايوان، أكد شي أن البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة تعد تعهدا سياسيا قطعه الجانبان، ويعتبر مبدأ صين واحدة أساسا سياسيا للعلاقات الصينية الأمريكية، موضحا أن الصين ترفض رفضا قاطعا الأنشطة الانفصالية لـ"استقلال تايوان" وتدخل القوى الخارجية، ولن تترك أي مجال على الإطلاق لقوى "استقلال تايوان" أيا كان شكلها، "إن إرادة الشعب لا تقاوم، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما". تأمل الصين في أن يدرك الجانب الأمريكي ذلك، ويلتزم بمبدأ صين واحدة قولا وفعلا وتطبيق البيانات المشتركة الثلاثة بين البلدين.
هذه رسالة واضحة وجهها الزعيم الصيني الأعلى للولايات المتحدة بشأن قضية تايوان. يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أنه إذا لم يتم التعامل مع قضية تايوان بشكل سليم، فسيكون لها تأثير تدميري على العلاقات الصينية الأمريكية. بما أن الولايات المتحدة قد وعدت مرارًا وتكرارًا بالالتزام بسياسة صين واحدة وعدم دعم "استقلال تايوان"، فيجب عليها أن تفعل ما تقول، بدلاً من قول شيء وفعل شيء آخر.
لا تحتمل العلاقات الصينية الأمريكية المزيد من التدهور، ولا بد من اتخاذ القرار الصحيح. لطالما عملت الصين على تطوير العلاقات الصينية الأمريكية وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين التي طرحها الرئيس شي جين بينغ. يجب على الولايات المتحدة تقويم فهمها الاستراتيجي للصين وتنفيذ تعهدات الرئيس بايدن للصين من خلال الإجراءات العملية، وتوخي الحذر في الأقوال والأفعال خاصة فيما يتعلق بقضية تايوان، بما يجنب تصعيد الموقف إلى وضع خطير.
وصدق الرئيس شي عندما قال "التاريخ عادل، ويسجل كل ما يفعله السياسي، سواء كان حقا أو باطلا."