الرئيس العراقي يدعو إلى حوار وطني للخروج من الأزمة الحالية في البلاد

دعا الرئيس العراقي برهم صالح، يوم السبت، الفرقاء السياسيين إلى حوار وطني يبحث في جذور الأزمة التي تشهدها البلاد.

وقال صالح، في بيان، إن "الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا اليوم، يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وحماية الوطن بسواعد كل أبنائه ليظل قويا ومنيعا وعصيا لا تفرقهم خلافات داخلية".

وأضاف "لتدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أي تصعيد، نؤكد الحاجة الملحة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين، هادف لضمان حماية أمن واستقرار البلد وطمأنة العراقيين، وترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي وتحصين البلد أمام المتربصين لاستغلال الثغرات وإقحام العراقيين بصراعات جانبية".

وأشار صالح إلى أن الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين "يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان والاستقرار".

وتابع: "الأوضاع العامة في البلد ومطالب شعبنا الصابر تضعنا جميعا على المحك، وتستدعي عملا جادا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد، وترسيخ الدولة المقتدرة الحامية والخادمة لكل العراقيين، ولا خيار أمامنا سوى تحقيق ذلك".

يأتي ذلك فيما يواصل أنصار التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اعتصامهم المفتوح في مجلس النواب (البرلمان) الذي يقع في "المنطقة الخضراء" وسط العاصمة بغداد.

وقال مصدر في البرلمان العراقي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن نحو خمسة آلاف من أنصار التيار الصدري يعتصمون داخل مبنى المجلس، وهم يرددون شعارات تطالب بالإصلاح السياسي ومحاسبة من يصفوهم بـ"الفاسدين" ومحاكمة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ورفض محمد شياع السوداني مرشح (الإطار التنسيقي) الشيعي لرئاسة الحكومة المقبلة.

وانتشرت القوات الأمنية بكثافة داخل "المنطقة الخضراء" وفقا للمصدر الذي أشار إلى أن هناك تعليمات مشددة بعدم المساس بالمتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لهم.

واقتحم مئات المتظاهرين من أنصار مقتدى الصدر، في وقت سابق اليوم مبنى البرلمان ورددوا شعارات مؤيدة للصدر مطالبين بتشكيل حكومة أغلبية وطنية وإسقاط المحاصصة الطائفية.

ولاحقا، أعلن إبراهيم الجابري القيادي في التيار الصدري بدء اعتصام مفتوح من قبل أنصار التيار الصدري داخل مبنى البرلمان قبل أن يعلن رئيس المجلس محمد الحلبوسي تعليق عقد جلسات البرلمان "حتى إشعار آخر".

ودعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جميع الأطراف السياسية في البلاد إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار إلى التصادم، وقال إنه "لا بد أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين".

ودخل العراق في انسداد سياسي منذ عدة أشهر بعد انتخابات برلمانية جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وفازت بالمركز الأول فيها الكتلة الصدرية التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".

وتحالف الصدر مع تحالف (السيادة) السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف (إنقاذ وطن)، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة (الإطار التنسيقي) للصدر وإصراره على تشكيل "حكومة توافقية" يشارك فيها الجميع.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق