السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: لماذا تعارض الصين زيارة بيلوسي لتايوان؟

ردا على مقال بعنوان "لماذا أقود وفدا من الكونغرس لزيارة تايوان" الذي نشرته رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في صحيفة ((واشنطن بوست))، نشر السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تشين قانغ مقالة موقعة في الصحيفة في يوم الـ4 من أغسطس الجاري بعنوان "لماذا تعارض الصين زيارة بيلوسي لتايوان". بعض التفاصيل فيما يلي:

رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي هي ثالث أكبر مسؤول في الحكومة الأمريكية. استقلت طائرة عسكرية أمريكية وقامت بما تسمي بـ "زيارة رسمية" إلى تايوان، واستقبلتها سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني استقبال رفيع المستوى، كما عبر الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني بوضوح سعيه لتحقيق "استقلال تايوان" في برنامج الحزب. مما ينتهك بشكل صارخ وعد الولايات المتحدة للصين بعدم تطوير علاقات رسمية مع تايوان، ويجعل من الزيارة تصرف غير مسؤول واستفزازي وخطير للغاية.

شكّل مبدأ الصين الواحدة جزءا لا يتجزأ من النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح توافقا واسعا في المجتمع الدولي. تدعي الولايات المتحدة أنه من أجل الالتزام بـ "النظام الدولي القائم على القواعد"، فيجب أن تلتزم التزامًا صارمًا بمبدأ الصين الواحدة.

ولكن أصدرت الولايات المتحدة بشكل أحادي "قانون العلاقات مع تايوان" وما يسمى بـ "الضمانات الستة لتايوان" بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، وكذلك زيارة بيلوسي، كل ذلك ينتهك ويقوّض مبدأ الصين الواحدة. تحاول الولايات المتحدة تغيير الوضع الراهن لتايوان بشكل أحادي وتغيير النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

في السنوات الأخيرة، رفضت سلطات تايوان الاعتراف بالحقيقة والمبدأ القانوني وهي أن جانبي المضيق ينتميان إلى الصين الواحدة، وسلطات تايوان اعتمدت على الولايات المتحدة في السعي إلى الاستقلال وإثارة المواجهة عبر المضيق. واعتبرت الولايات المتحدة تايوان كوسيلة لاحتواء الصين وتفريغ مبدأ الصين الواحدة من مضمونه. خلال العام والنصف الماضيين، باعت الولايات المتحدة لتايوان أسلحة متطورة لخمس مرات.

وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارًا وتكرارًا التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة وأن بلاده لن تدعم "استقلال تايوان". ومع ذلك، فإن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان بعثت بإشارة قوية لقوى "استقلال تايوان" مفادها أن "الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبكم"، الأمر الذي انتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة والالتزامات الأمريكية ذات الصلة، ولن تؤدي الزيارة هذه إلا إلى تشجيع قوى "استقلال تايوان" على المضي قدمًا في هذا المسعى الخطير، مما يجعل الوضع المتوتر بالفعل عبر مضيق تايوان أكثر تعقيدًا وخطورة.

بالتفكير من منظور آخر، إذا حاولت إحدى الولايات في الولايات المتحدة الانفصال عنها وتشكيل دولة منفصلة، وحاولت دولة أخرى تزويدها بالأسلحة والدعم السياسي، فهل ستسمح الحكومة والشعب الأمريكيين بذلك؟

في الوقت الحالي، لا يزال وباء كوفيد-19 يهدد العالم، والأزمة الأوكرانية لم تحل بعد، يجب على الصين والولايات المتحدة تعزيز التنسيق والتعاون وتوحيد الدول الأخرى لمواجهة تلك التحديات بشكل مشترك. يجب أن يتخلى بعض السياسيين عن مصالحهم الشخصية والتوقف عن الإضرار بالمصالح الجوهرية للطرف الآخر، ما سيزيد من حدة توتر العلاقات الصينية الأمريكية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق