مستوطنون يدخلون المسجد الأقصى وسط تنديد فلسطيني وعربي

دخل أكثر من 2000 مستوطن معظمهم من النشطاء القوميين المتشددين اليوم (الأحد) المسجد الأقصى شرق مدينة القدس، وسط تنديد فلسطيني وعربي.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن "أكثر 2000 يهودي زاروا اليوم جبل الهيكل (المسجد الأقصى) لإحياء ذكرى خراب الهيكل".

وذكر البيان أن ستة فلسطينيين على الأقل اعتقلوا من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية التي انتشرت في المكان، لافتا إلى أن اثنين منهم اعتقلا لقيامهما برش غاز الفلفل على الزوار اليهود.

وكان من بين الزوار، عضو الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) عن حزب (الصهيونية الدينية) إيتمار بن غفير، الذي دخل المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من عناصر الشرطة.

وأظهرت لقطات فيديو ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، عدة يهود بدأوا الصلاة في تحد للوائح الإسرائيلية، التي تسمح للإسرائيليين بزيارة الموقع المقدس ولكن بدون الصلاة هناك.

وشوهد ضباط الشرطة وهم يخرجونهم من المنطقة بينما هتف المصلون الفلسطينيون بالتكبيرات احتجاجا على ذلك.

من جهتها أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن 28 فوجا من المستوطنين "اقتحموا" ساحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، حيث بلغ أعدادهم 2200.

وأوضحت الدائرة في بيان أن أفراد الشرطة اعتدوا على "المرابطات والمرابطين في الأقصى" عند أبواب المسجد، بالإضافة لاعتقال عدد من الصحفيين والنشطاء من باحة المسجد.

وقال شهود عيان ومصادر دائرة الاوقاف ان الشرطة انتشرت منذ ساعات الصباح في البلدة القديمة والمسجد الأقصى والطرق المؤدية إليه ونصبت حواجز حديدية، ومنعت الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من الدخول.

وتزامن ذلك مع تصعيد أمني كبير في غزة حيث تبادلت إسرائيل وحركة (الجهاد الإسلامي) الفلسطينية القصف منذ ثلاثة أيام مما أدى إلى مقتل 31 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

واعتبر وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي ما جرى في الأقصى "استباحة بشعة مرفوضة ومدانة تستوجب وقفة عربية وإسلامية".

وقال الهدمي في بيان إن الاقتحامات المتكررة "ليست فقط انتهاكا فظا وصريحا للوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد إنما هي نسف له، ومس بمشاعر المسلمين في كل العالم".

وتابع الهدمي أن "الاستباحة تتزامن مع قرب الانتخابات الإسرائيلية ما يبرز الوجه القبيح للحكومة والأحزاب اليمينية الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن الأخطار التي يتعرض لها الأقصى تستوجب فورا وقفة عربية وإسلامية حازمة وصريحة.

من جهتها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إسرائيل توظف مناسباتها وأعيادها لخدمة طموحاتها ومخططاتها الاستعمارية التهويدية التوسعية، بما فيها تعميق وتوسيع عمليات تهويد القدس ومقدساتها وتكريس ضمها.

واعتبرت الوزارة في بيان أن ما يتعرض له المسجد الأقصى يندرج في إطار محاولات إسرائيل لإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية وفي عموم المناطق المصنفة (ج) لتسهيل ابتلاعها وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان.

وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "عدوانها" المستمر ضد المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وعن تداعياته ومخاطره على ساحة الصراع والمنطقة برمتها.

وأدانت جامعة الدول العربية "اقتحام" مستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى بالقدس.

وحمل جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية عن السماح لقوى التطرف، ومن بينهم أعضاء كنيست، بإشعال الموقف على هذا النحو الخطير".

وأشار رشدي إلى أن "الانتهاكات الإسرائيلية في القدس تأتي تزامنا مع العدوان الغاشم على غزة، ومن شأنها الاسهام في إشعال الموقف وتوسيع دائرة المواجهات عبر تأجيج المشاعر واستفزاز الفلسطينيين"، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن تبعات هذه السياسة.

ويعتبر المسجد الأقصى نقطة ساخنة ومقدسة لكل من المسلمين واليهود، ويقع في شرق مدينة القدس، وهي منطقة احتلتها إسرائيل مع باقي الضفة الغربية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسطـ، وضمتها بعد ذلك بوقت قصير في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق